- السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نحن جماعة من البنات ونوينا أن نقضي صيفنا هذا في أحد المراكز الصيفية لنقضيه بشيء مفيد فقررنا التالي: أن نختار يومًا من أيام الإثنين ونخصصه للصيام ويكون في وقت الاستراحة صلاة ركعتان الضحى على أن تكون جماعية بإمامة إحدى الفتيات. سؤالي هل تجوز صلاة النافلة في جماعة؟ وكيف تؤم الفتاة مثيلاتها من الفتيات في مكان مغلق نسائي خاص دون أن تقع في المحظور؟ علمًا بأنها تكون حافظة للقرآن الكريم بماذا تنصحوني إذا أردت أن أقنع جميع فتيات المركز بأنه يمكن الترفيه عن النفس بدون معاصي حيث يكون بعيدًا عن دائرة المحظور؟ فقدرتي على الإقناع قوية، ولكن تنقصني الأدلة كي أوثق كلامي؟ ساعدوني أعانكم الله على كل خير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |
- الجواب:
الأخت الفاضلة..
جزاك الله تعالى خيرًا على اغتنام فرصة الصيف بالقيام ببعض الأعمال الطيبة، فهذا مما لا شك فيه من الأعمال الدعوية الطيبة التي تثابين عليها إن شاء الله تعالى.
ونصيحتي لك أختي حين ننظم الأعمال دعوية في الصيف ألا تقف عند حد العبادات وحدها؛ لأن الله تعالى لم يطلب أن تكون حياتنا كلها عبادات بالمعنى الخاص، من ذكر وصلاة وصيام ونحو ذلك، ولأنه طلب منا أن تكون كل أعمالنا طاعات، والطاعات ليست حصرًا على العبادات.
كما أن مداخل الناس في الدعوة متنوعة؛ نظرًا لطبيعة المدعو بصفاته الشخصية وتكوينه العقلي والفكر، والبيئة التي نشأ فيها، وهل كانت له من قبل دعوة من الغير أم لا، وطبيعة هذه الدعوة التي وجهت إليه، وهذا يوجب على الداعية حين يفكر في عمل دعوي أن يكون مصبوغًا بالشمول والعموم والتنوع، وأن يركز على ما يقتضيه نوع الدعوة ووقتها.
فنحن نفكر في دعوة صيفية، وأن نقضي إجازة الصيف في شيء نافع مفيد، بعيدًا عن المعاصي والذنوب، وهذا يتطلب منا أن ندرك دائمًا أننا نقوم بالدعوة في وقت الصيف، وأنه في أحد المراكز الصيفية، والمكان بلا شك يضفي على التفكير بعض الأعمال التي تتناسب مع هذا المكان.
والذي يظهر من السؤال أنكم تركزون على الصلاة والقرآن والصيام، وهي بلا خلاف أعمال غاية في الأهمية، وزاد حقيقي للنفوس والقلوب، والزيادة منها هام في ذلك الزمن الذي يعتني كثيرًا بالجسد، ويسعى إلى تدمير النفس والقلب.
- وأقترح عليك بعض الأنشطة الهامة، من أهمها:
1 – عبادة التفكر، وقد ورد فيها “تفكر ساعة خير من أربعين”.
2 – اكتساب بعض المهارات التي تفيد الفتاة في حياتها، مما يشغل مجتمع الفتيات.
3 – التدرب على بعض الفنون، كالرسم وبعض برامج الكمبيوتر وغيرها.
4 – انتقاء بعض الأفلام التي تتناول سيرة بعض الشخصيات النسائية التي كان لها دور فعال في المجتمع، بما يتوافق مع رؤية الشرع الحنيف.
5 – مدارسة بعض الشخصيات من المسلمات في شتى علوم الحياة.
6 – تبني بعض المشاريع التي يطمح لها بعض الفتيات والتفكر في تنميته والإسهام في إخراجه.
7 – الخروج إلى بعض الأماكن الترفيهية التي تروحن بها عن أنفسكن بعيدًا عن الاختلاط المحرم.
8 – يضاف إلى هذا ما يمكن أن يشبه جلسة عصف ذهني لما يمكن القيام به من أعمال دعوية تناسب المكان الذي تعشن فيه.
أما عن إقناع الأخوات بقضاء صيف بلا معاصي، فإن الحرام ما حرمه الله تعالى ورسوله، وما عدا ذلك فهو مباح شرعًا، استنادًا للقاعدة التي قالها الفقهاء: “الأصل في الأشياء الإباحة حتى يرد النص بالتحريم”.
فنحن لا نريد أن نقلب الأمور، يعني لا نجعل الحرام أصلاً، بل الحلال هو الأصل.
- د. مسعود صبري