- السؤال:
السلام عليكم، أنا وزوجي مصريان ونقيم الآن بغانا لمدة عامين متصلين. وتوجد أسرة اخرى مصرية معنا بالبلد في نفس عمل زوجي، ونحن نعاملهم بنية صادقة من أجل الاسلام، ولكنهم لا يعاملونا بنفس هذه النية، وكثيرا ما يخادعون في كلامهم. هل لو دعوتهم لتناول الطعام معنا بغرض التقرب إلى الله رغم ان وضعهم المالي جيد هل يكون لنا الثواب أم أبتعد عن هذه الأسرة، وتكون العلاقه محدودة جدا جدا؟ مع العلم أنهم يحددون العلاقه معنا بسبب المادة لانهم حريصون جدا في الإنفاق المادي رغم دخلهم الجيد وهذا عكسنا لكن لا نحاول إجبارهم علي شيء ولا نقوم بإحراجهم باي كلمة. أرجو أن تفيدوني ولكم جزيل الشكر. |
- الجواب:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأخت الفاضلة:
جزاكم الله تعالى خيرا على حسن معاملة غيركم، فهذا من تمام الإيمان وكمال الإسلام، والشرع الحنيف حثنا على أن نحسن معاملة غيرنا، سواء أكان الغير مسلما أم غير مسلم،أما عن المسلمين، فلأننا إخوة في الله، وقد قال تعالى: {إنما المؤمنون إخوة}، وقال صلى الله عليه وسلم: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر”، وقال صلى الله عليه وسلم: “المسلم أخو المسلم.”
وفي مجال حسن معاملة غير المسلم يقول الله تعالى: {لَّا يَنْهَىٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمْ يُقَـٰتِلُوكُمْ فِى ٱلدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَـٰرِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوٓا۟ إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ}، وقال صلى الله عليه وسلم: “اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن”، وقد جاء خطاب النبي صلى الله عليه وسلم بليغا حيث قال: “وخالق الناس بخلق حسن”، يعني أن الأمر ليس محصورا على المسلمين أن نعاملهم بأخلاق حسنة وحدهم، ولكن لأن الإسلام جاء رحمة للعالمين، فنحن نحسن معاملة جميع الناس، إرساء لمبدأ الرحمة الإسلامية: {وَمَآ أَرْسَلْنَـٰكَ إِلَّا رَحْمَةًۭ لِّلْعَـٰلَمِينَ}.
وإن كان هذا هو خطاب الله تعالى لنا مع من يخالفنا، فمن باب أولى أن نحسن معاملة إخواننا المسلمين، حتى ولو أساؤوا إلينا المعاملة، فقد جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقال له: “إن الله يأمرك أن تصل من رحمك، وتعفو عمن ظلمك.”
ونحن حين نعامل من يسيء إلينا معاملة حسنة، فإننا نبغي الأجر والثواب من الله تعالى، فالمسلم حين يعامل غيره، فهو يعامله لا لذاته، ولكن وفقا لمنهج الله تعالى، وابتغاء الأجر والثواب عند الله، فهو سبحانه الذي يجازي العباد بما عملوا، كما أن معاملة الناس المعاملة الحسنة تدفعهم إلى أن يغيروا معاملتهم معنا، كما قال الشاعر الحكيم:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم ولطالما استعبد الإنسان إحسان
وفقك الله لما يحب ويرضى.
- د. مسعود صبري