استشاراتالشبهات

هل الوساوس ابتلاء؟

  • السؤال:
هل نعتبر الوسواس القهري ابتلاء من الله فنصبر عليه أم هو قلة ايمان ويجب التغلب عليه.
كيف يمكن للانسان الذي يعيش حياة عادية لا هو مفرط ولا مفرط -الشدة على حرف الراء- في أموره الدينية أن الله راض عليه.

 

  • الجواب:

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأخت الفاضلة:

كل ما يعيشه الإنسان في الدنيا إنما هو ابتلاء واختبار وامتحان، قال تعالى: {تَبَـٰرَكَ ٱلَّذِى بِيَدِهِ ٱلْمُلْكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍۢ قَدِيرٌ * ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلْمَوْتَ وَٱلْحَيَوٰةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًۭا ۚ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْغَفُورُ}، وقال تعالى {وَنَبْلُوكُم بِٱلشَّرِّ وَٱلْخَيْرِ فِتْنَةًۭ ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}. 

فلا شك أن الوساوس الذي يصاب به الإنسان هو نوع من الابتلاء والمرض، غير أن الشرع حثنا أن تنداوى من هذا المرض، لقوله صلى الله عليه وسلم: “تداووا عباد الله، فإن الله تعالى لم يضع داء إلا وضع له دواء غير داء واحد: الهرم”، وهذا يعني أن المسلم حين يجد نفسه مصابا بشيء في جسده، أو بشيء في نفسه، فعليه أن يسارع بالتداوي، وأن يسأل الله تعالى الشفاء.

والوساس مرض له شقان في العلاج، الشق النفسي والذي يمكن مراجعة أطباء النفس فيه،وشق آخر هو الشق الإيماني والشرعي، وهو الذي أشار إليه القرآن من التعوذ بالله تعالى والاحتماء به من شر الوسواس الخناس، وذلك بقراءة المعوذتين، والتدبر في معانيهما، وأن يتوجه بالدعاء لله تعالى أن يرفع عنه هذا البلاء.

وجزء مهم في العلاج، وهو يعود إلى الشخص نفسه، وهو ألا يكبر ما في نفسه من وسوسة، بل يسعى دائما إلى تقليلها، وأن الوسوسة لا تعني شيئا في حياته، وألا يلتفت لها، فخير علاج للوسوسة تركها، ولينظر إلى من حوله، فإنهم يعيشون بلا شك أو وسوسة، فأخرجي نفسك مما أنت فيه، ولا تعيشي وهما يكون عليك وبالا في حياتك، ويفسد عليك دنياك وآخرتك، فنمط الحياة من كسب الإنسان، إلا ما قدره الله تعالى رغما عنه.

 

  • د. مسعود صبري

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى