استشاراتالشبهات

مسلمون بالهوية

  • السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد.. لدي أكثر من سؤال.

اولها: أشعر دائما بضعف شديد في الإيمان، فكيف أقوي إيماني؟

ثانيها: غالبا ما أفكر أن الإنسان الذي كان كتابيا أو غير مسلم، وعندما أصبح بالغا وفهم الإسلام جيدا، واعتنقه، فإني أقول عن هذا الشخص بأنه قوي الاسلام لانه دخله عناقتنا، أما أنا فولدت وأنا أحمل الهوية المسلمة، لكن ربما يكون ايماني ضعيف ليس مثل الشخص الذي آمن عن اقتناع، لهذا هل ما أفكر فيه يجعلني كافرة ماعذا الله، وهل ما أقوله منطقي؟

ثالثها: مرت بي فترة أسمع فيها الاغاني كثيرا، لكن الآن والحمد لله ابتعدت عنها، ولكن في بعض الأحيان أغني بيني وبين نفسي، فما السبيل للابتعاد عن تلك المنكرات نهائيا؟ وهل الاغاني الوطنية الخلية من الالفاظ الرذيئة محرمة؟

رابعها: أتابع أفلاما أجنبية لكني أحرص على أن تكون خالية مما حرمه الله تعالى، وإذا صادف خلال الفيلم أى شئ من هذا القبيل فأنا أقلب على محطة أخرى، فهل هذا حرام؟

 

  • الجواب:

الأخت الفاضلة:
من الإيمان أن يستشعر الإنسان أنه ضعيف الإيمان، فإنه مع كونه مؤمنا بالله تعالى وملائكته وكتبه ورسله، غير أنه لم يغتر بما أتى من الإيمان والأعمال الصالحة، فهو يدرك نفسه تماما، وهذا الإدراك هو بداية التحسين والإحسان.

 

  • وزيادة الإيمان – حسب فهمي – لها أربعة أركان:

الركن الأول: الاهتمام بالعقيدة الصحيحة والإيمان الصادق بالله تعالى، وأن تصبح العقيدة لها أثر واقع في الحياة، وأن تتحول أركان الإيمان وأعماله إلى برامج عملية يقوم بها الإنسان، فالإيمان بالله له متطلباته، والإيمان بالرسول، والإيمان بالكتب وغير ذلك، كل له متطلباته العملية بجوار الإيمان به كعقيدة.

الركن الثاني: العبادات، وهي تمثل الصلة العملية بين العبد وربه، وتتحقق فيها للمسلم مقام العبودية، من خلال الصلاة والزكاة والصوم والحج والذكر والقرآن والقيام وغير ذلك.

الركن الثالث: الأخلاق الحميدة التي يتخلق بها المسلم من الصدق والأمانة والوفاء بالوعد والشجاعة والصبر وغير ذلك، والتخلي عن الأخلاق الرذيلة من الكذب والغيبة والنميمة..إلخ

الركن الرابع: السلوكيات التي يتعامل بها المسلم مع غيره من المسلم،وهو يمثل الشق الاجتماعي في حياتنا كمسلمين، وهي آثار الأخلاق الفاضلة، فتعامل الإنسان مع أهله، ومع أصدقائه، وفي عمله أيا كان نوعه، وفي كل شيء يتعامل فيه الإنسان مع الآخر، يجب أن يكون وفق ما أراد الله تعالى، فكل هذه أركان تزيد الإيمان.

أما عن تفكيرك بأنك لو كنت غير مسلمة وأسلمت لكان إيمانك أقوى، فهذا وإن كان فيه وجه من الصحة، لكنه غير صحيح على الدوام، فالإنسان الذي نشأ في بيئة من الإيمان، فإن هذا يؤثر عليه، ومع هذا، فإننا لا نريد أن يكون الإيمان توريثا دون إحساس به واقتناع بمبادئه، فولادتك مسلمة نعمة من الله تعالى لك، حرم منها غيرك، ولكن وجب عليك أن تكملي هذا في القراءة في الإسلام وأنت مسلمة، وليس شرطا أن يقرأ الإنسان عن الإسلام وهو غير مسلم، ولو كان عندك سؤال أو استفسار أو شبهة، فعليك بسؤال أهل الذكر.

 

  • د. مسعود صبري

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى