استشاراتتقوية الإيمان

التواصل مع الجيران تحت الاحتلال الأمريكي بالعراق

  • السؤال:
لي جيران من الجنود متعددي الجنسيات في العراق.. وانا أشعر بالهوان من هذه الجيرة. وأفعل معهم ما يعكر صفوهم لأنهم أتوا لنا غازيين. وأفعل ذلك ايضا مع موظفي الأمم المتحدة. وحتي جيراني من العراقيين لم أعد أحتملهم. لأنني أشك فيأن فلان جاسوس وعلان منافق. كما أن الجو العام يخيف الإنسان من التواصل مع من هم مخالفون له في الرأي حتي لا تحدث بيننا فتنة.فهل أنا علي صواب؟ أرجو ان تساعدوني بالله عليكم.. فأنا أخاف الله ولكن لا أطيق هذه الجيرة!!!

 

  • الجواب:

الأخ الفاضل:

بداية نحن لا نعتبر الأمريكان في العراق جيرانا لنا، بل هم غازون معتدون، وهؤلاء لا حق لهم في الجوار، بل لهم الجهاد ضدهم في سبيل الله تعالى حتى يخرجوا من أوطاننا وديارنا.

أما العاملون في الأمم المتحدة، والذين ثبت من أفعالهم أنهم جاءوا لأعمال مدنية تعين الشعب العراقي في محنته، فهؤلاء لهم حق الجوار، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم علمنا أن الجار واحد من ثلاث، كما ورد عن جابر “الجيران ثلاثة: فجار له حق واحد، وهو أدنى الجيران حقا، وجار له حقان، وجار له ثلاثة حقوق: فأما الذي له حق واحد فجار مشرك لا رحم له، له حق الجوار. وأما الذي له حقان فجار مسلم، له حق الإسلام وحق الجوار. وأما الذي له ثلاثة حقوق فجار مسلم ذو رحم، له حق الإسلام وحق الجوار وحق الرحم”.

فإن كان هؤلاء يقومون بأعمال مدنية، فهم جيران لهم حق الجوار العام.

أما العراقيون، فمن المعلوم أن الظروف تمثل فتنة عامة، قد تدع الحليم في حيرة من أمره، ولكن الواجب علينا أن تتماسكوا كشعب عراقي، وأن يكون الجوار أقوى، خاصة في مثل هذه الظروف الحرجة، فيمثل الجوار حصنا منيعا لكم، بل أرى أن التعاون في مجال الجوار في مثل هذه الظروف يفتح آفاقا أوسع لهذه الجوار، مما يعني مزيدا من التماسك بين الجيران في المجتمع العراقي، انطلاقا من القواعد الإيمانية الداعية إلى مساعدة الجار وعونه، وأن مكانته في الإسلام أقرب إلى النسب، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: “مازال جبريل يوصيني بالجار، حتى ظننه أنه سيورثه”.

ومع هذه القاعدة الأصل، فإن لك أن تأخذ حذرك واحتياطك، لكن لا تلغي قاعدة الجوار، فإن فقدانها من المجتمع ينذر بخطر شديد.

فالإسلام الذي دعا إلى الجوار يعني معناه وقيمته في الحفاظ على المجتمع، بل أدعو علماء الاجتماع إلى دراسة فوائد الجوار وأثره على المجتمع، حتى نعرف الصورة الحقيقية له، فإن كان الشرع الحنيف حث على حسن الجوار، فإن التطبيقات المعاصرة للجوار تزيد من قوة قيمته عند الناس، ونستكشف صورا جديدة لأهميته في الإسلام.

حفظك الله بلدكم وبلاد المسلمين من كل شر وسوء.

 

  • د. مسعود صبري

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى