- السؤال:
أعيش في بريطانيا؛ ولي جيران مسيحيون انكليز. أود أن أقيم علاقة طيبة معهم وأريهم حرص الاسلام على حق الجار؛ ولكن المشكلة أننا هنا كل في بيته. فطبيعة المجتمع الانكليزي أنه لا توجد علاقات اجتماعية حميمة فيه. فلا أحد يزور أحد ولا أحد يسال على أحد. فكيف أستطيع التواصل معهم؟ الرجاء تقديم خطوات عملية لذلك خاصة؛ وأن هذا طبعهم. ومن الممكن أن ننتقل الى مكان اخر… |
- الجواب:
الأخ الفاضل:
أحييك على نيتك الطيبة، وهذه الخطوة الإيجابية التي تفكر فيها.
وبداية لابد ونحن نفكر في تفعيل حقوق الجوار أن ندرك طبيعة الجوار، وفي هذا الأمر نقاط مهمة:
1- العلاقة بين المسلم والجار المسيحي
2- العلاقة بين الجيران في المجتمع المدني الغربي
- أما عن العلاقة بين المسلم والجار المسيحي،
فأحسبك أنك لا تحتاج إلى كثير كلام، فأنت تستحضر أن من الإيمان حسن الجوار، مع غير المسلمين، وهذا بأمر الشرع الحكيم، يعني أن الدين هو الذي يحثنا ويدفعنا إلى التعامل الحسن مع الناس، ولو اختلفت الملل، وفي زيارة الرسول صلى الله عليه وسلم للجار المسيحي لزيارة ابنه المريض خير دليل.
- أما الحياة المدنية،
فهي بطبيعتها تجعل أشكال التعاون مع الجيران قليلا، يضاف إليها طبيعة الحياة الغربية، فاجتمعت الغربية والمدنية سويا، حتى كادتا تفتكا بحق الجوار.
ولكن يمكن لنا أن نضع خطوات عملية، تتماشى مع طبيعة الحياة المدنية الغربية، ومن أهمها:
1- البداية بالسلام، ولو بأية تحية، فمن السنة أن تلقي السلام على من عرفت ولم تعرف.
2- محاولة فتح حوار مع الجار، كأن تركبه معك في سيارتك، أو تركب معه في سيارته، أو تركبا معا مواصلات، وتفتح حوارا معه.
3- اجعل مصاحبة أبنائك لأبنائهم بابا للجوار الحسن، ومنه يمكن الحديث عن بعض المشكلات المشتركة.
4- استضافته في بعض المناسبات، فتلك المناسبات مدخل طبيعي للحياة الغربية، وما أكثرها في الغرب، وحين تدعوه لمناسبة عندك، سيدعوك لمناسبات عنده.
5- انظر بعض المشكلات التي تتعلق بكم كجيران، ويمكن مناقشتها من خلال إطار التعاون مع الجيران.
6- بعد هذا التمهيد يمكن لكم استضافتهم على غداء أو عشاء.
7- خروج رحلة مع الأولاد، وأنتم معهم، والتنزه في مناطق طبيعية.
8- كما يمكن النظر فيما يهمهم ويمكن أن يتجاوبوا معه أن يكون ذلك مدخلا جيدا لتوثيق عرى الجوار معهم.
ونوصيك بإخلاص النية والدعاء أن يوفقك الله تعالى في قصدك وعملك.
د. مسعود صبري