استشاراتتقوية الإيمان

شكوى من قسوة القلب

  • السؤال:
السلام عليكم،
أشعر أن مستواي الإيماني والدعوي نزل إلى الحضيض.. دلوني رعاكم الله بخطوات عملية كيف أعود كما كنت وأرتفع إيمانيًّا ودعويًّا. كما أني ألاحظ على نفسي في كثير من المواقف المؤثرة التي تبكي من حولي لا أتأثر بها فهل هذا دليل على قسوة قلبي أم على خلل ما أم على ماذا يدل؟

 

  • الجواب:

الأخت الفاضلة:
الإيمان والدعوة متلزمان، فالإيمان شرط للدعوة، والدعوة من ثمرات الإيمان، وكلما كان الإنسان مرتقيًا في سلم الإيمان، كان عنده استعداد للدعوة إلى الله سبحانه وتعالى.

والإنسان لا يدوم على حال، فالفتور شيء طبيعي، ولكنه لا يستمر مدة طويلة، وإلا فنحن في حاجة إلى الوقوف والتفكير في الأسباب التي نتج عنها هذا التحول، وأن نفكر بعقليتنا الإنسانية، فكل تحول في حياة الإنسان له أسباب ودوافع، والوقوف عليها ومعرفتها هو الخطوة الأولى نحو العلاج.
فهل كنت تقومين بأعمال دعوية وتوقفت عنها؟ وما سبب هذا التوقف؟ هل كانت فترة شباب قبل الزواج، والآن من الصعب وخاصة إن كان لك أولاد؟

ففي مثل هذه الحالة نحتاج إلى اعتدال، واختلاف طبيعة العمل، فالفتاة قبل الزواج تكون سهلة الحركة، حركتها كثيرة، لكن الآن هي خطوات محسومة، بالاتفاق مع الزوج، والوقت الذي تقضين فيه بعض الأعمال، والمكان الذي يدار عليه العمل الدعوي، وهكذا..

وكذلك الإيمان وضعفه وفتوره قد يرجع إلى الابتعاد عن بعض دروس العلم التي كنت تخرجين إليها، أو لضيق الوقت الآن عن ذي قبل، وانشغالك بالأولاد، كل هذا يتطلب نوعًا من المراجعة والتقييم.

ولا يظن أن الرجوع إلى الأعمال السابقة الإيمانية والدعوية هي مقياس النجاح والرضا، بل يجب مراعاة طبيعة المرحلة التي تعيشينها الآن بعد الزواج، فقد يكون القيام ببعض الأعمال الأخرى مما يرضي دعوتك وإيمانك أكثر.

وأكثري من الدعاء لله تعالى أن يستخدمك ولا يستبدل بك.

 

  • د. مسعود صبري

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى