استشاراتتقوية الإيمان

ظهور آثار الذنوب

  • السؤال:
السلام عليكم. أريد أن أسأل كيف أن الذنب يظهر على مرتكبه؟ وهل يعرف الاخرون بذلك؟ وكيف يرتد الذنب على صاحبه؟ وهل يظهر أثر الذنب على الجسد وكيف؟ هل يمكن أن يتغير شكل الانسان بسبب ذنوبه؟ جزاكم الله خيرا..

 

  • الجواب:

الأخت الفاضلة:
جزاك الله تعالى خيرا على هذا السؤال المهم. 

أما أن الذنب يظهر على مرتكبه، فهذا ما نعتقد صحته، ولا نشك فيه قيد أنملة، و أما أن يعرف الناس هذا عليه، فليس كل الناس يعرف، ولكن الصالحين من عباد الله يعرفون، وخاصة إن كان إنسانا طائعا ويعصي.

و قد دخل على عثمان بن عفان – رضي الله عنه – رجل نظر إلى الحرام، فقال له عثمان لما دخل: أيأتي أحدكم وفي عينيه آثار الزنى؟ قال: سبحان الله، أوحي بعد رسول الله يا أمير المؤمنين؟ قال: لا، ولكن اتق فراسة المؤمن، فإنه يرى بنور الله.
أما الذي امتلأ بالذنوب، فلا يبدو عليه تغيير إن استمر عليها، لأن وجهه أصبح ملونا بها، وإن كان الوجه يرى بالعين، غير أن القلب النقي يرى.

 

  • والذنوب لها آثار على فاعلها، وهي كثيرة، منها:

1- حرمان الخير والبركة في الرزق، وهذا ما أفهمه من حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه”، فهنا معناه حرمان البركة في الرزق، لأن الله تعالى لا يمنع أحدا من رزقه.

2- الضنك {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِى فَإِنَّ لَهُۥ مَعِيشَةًۭ ضَنكًۭا وَنَحْشُرُهُۥ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ أَعْمَىٰ}

3- حرمان العلم، كما يقول الإمام الشافعي:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقـال اعلم بـأن العلـم نورٌ ونور الله لا يهدى لعاصـي.

4- تعسير الأمور، كما قال أحد الصالحين: “إني لأجد أثر ذنبي في خلق دابتي وزوجتي.”

5- إتعاب البدن وإصابته بالمرض، إذ الإنسان يتكون من جسد وروح، فغذاء الجسد الطعام والشراب، وغذاء الروح الطاعة، فمن عصى أتعب روحه، وإذا تعبت الروح تعب الجسد، أو ما عبر عنه الشاعر الحكيم:
يا خادم الجسم كم تسعى لخدمته وأنت بالروح لا بالجسم إنسان

6- ظلمة الوجه، قال تعالى: {فَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يَهْدِيَهُۥ يَشْرَحْ صَدْرَهُۥ لِلْإِسْلَـٰمِ ۖ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُۥ يَجْعَلْ صَدْرَهُۥ ضَيِّقًا حَرَجًۭا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِى ٱلسَّمَآءِ..}

7- إماتة القلب، كما قال الشاعر:
رأيت الذنوب تميت القلوب * * * وقد يورث الذل إدمانها
وترك الذنـوب حياة القلوب * * * وخير لنفسك عصيانها

أو ما عبر عنه الإمام ابن عباس رضي الله عنهما:
“إن للسيئة ظلمة في القلب، وسوادا في الوجه، ووهنا بالبدن، ونقصا في الرزق، وبغضا في قلوب الخلق.”
ومن عاش الصالحات ونعمها، أدرك شؤم السيئات وأثرها.

حفظنا الله من شر المعصية، ورزقنا خير الطاعة.

 

  • د. مسعود صبري

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى