- السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم، لا تستغربون، كلمات يجب تذكرها عند قراءتك، أنا شاب لدي عدة مشاكل، أنا شخص يظهر علي الصلاح لكنني يوما يرتفع إيماني ويوما أبدو ككافر.. ما السبب؟ سأنقل لكم ما كنت أفعل، بدأت في يوم من الأيام بالتالي: الذهاب للمسجد مع الأذان قراءة القرآن بين الأذان والإقامة، كنت على هذا قرابة الشهر لكنني سرعان ما ذهب هذا الحماس. إني أحس بما حل بأمتنا الإسلامية وهذا الإحساس يجعلني متلهفا لأعمل لهذه الأمة.. لكنني وحدي لا أملك صديقا واحدا يعينني ويدلني على الخير وهذا ما يسبب لي بعض من الاكتئاب نرجو الرد وبسرعة! |
- الجواب:
الأخ الفاضل، من الخير أن يسعى الإنسان لمعرفة مشكلته، بل يحاول وصف الدواء الذي يرى في نفسه أنه نافع لعلاج ما يشتكي منه، وأنت تشتكي من الاضطراب والحيرة بين فعل الطاعات، وإتيان المنكرات كما فهمنا من سؤالك، وأن السبب في هذا أنه لا رفيق لك في الحياة، وسأسير معك في هذا الاتجاه، استصحابا لفكرة أنك أدرى بنفسك من أي أحد.
أما عن التذبذب بين الطاعات والسيئات، فلن أقول إنها شيء معتاد؛ لأن الأصل أن المسلم يسعى دائما أن يكون على طاعة، ولكنه قد يعصى الله دون عمد، أو أحيانا بعمد، لكنه سريع التوبة إلى الله تعالى، ومن الجميل أن يكون الإنسان قليل المعصية، سريعة التوبة، وقد يكون هدفا يجب أن تسعى لتحقيقه في حياتك، وأن تبحث عن الوسائل التي تعينك على هذا، ومن هذه الوسائل التي طرحتها أخ لك في الله.
والإخوة والصحبة الصالحة هي بلا شك من أهم الوسائل المعينة، وحين نستظهر القرآن الكريم نجد أهمية الصاحب، حتى إن موسى عليه السلام طلب النبوة لأخيه هارون حتى يؤاخيه في الدعوة كما هو أخوه في النسب: {وَٱجْعَل لِّى وَزِيرًۭا مِّنْ أَهْلِى * هَـٰرُونَ أَخِى * ٱشْدُدْ بِهِۦٓ أَزْرِى * وَأَشْرِكْهُ فِىٓ أَمْرِى * كَىْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًۭا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا * إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًۭا}.
وقد اتخذ الرسول صلى الله عليه وسلم أبا بكر صاحبا وخليلا، وأحسب أن هذا الأمر من المسلمات التي لا تحتاج إلى نقاش، ولكن لا أدري ما الذي يمنعك من أن يكون لك صاحب؛ فالإنسان بطبعه اجتماعي، وليس انعزاليا، ففي أسرته قد يكون له أخ، أو ابن عم، أو ابن خال، وهناك في الدراسة الأصحاب، وهناك في العمل الأصدقاء، بل لو ذهبت إلى أي مسجد من المساجد، وداومت على الصلاة فيه فستجد إخوانا لك يعينونك على طاعة الله، وهناك المواقع الإسلامية التي يشارك فيها عدد من الشباب المحب للخير والدعوية، وهناك المجموعات الدعوية على المواقع، إنك بلا شك تقابل أناسا كثيرا.
وربما ينقصك كيف تنشئ علاقة معهم، وفي هذا الشأن أنصحك بقراءة كتاب “كيف تكسب الأصدقاء” للكاتب ديل كارنيجي، وكتاب “جدد حياتك” للشيخ محمد الغزالي، واسمح لي أن أورد مختصرا لما جاء في الكتاب في نقاط سريعة عسى أن تكون نافعة لك، وإليك الملخص:
1/ ست طرق تكسبك محبة الناس:
1/1 أظهر اهتمامك بالناس الآخرين.
1/2 ابتسم.
1/3 تذكر أن اسم الإنسان هو أجمل وأهم الأسماء بالنسبة له.
1/4 كن مستمعا لبقا، وشجع الآخرين للتحدث عن أنفسهم.
1/5 تحدث عن الأشياء التي هي موضع اهتمام الآخرين.
1/6 اجعل الشخص الآخر يشعر بأهميته – لكن افعل ذلك بصدق.
2/ اثنتا عشرة طريقة لاستمالة الناس إلى طريقة تفكيرك:
2/1 إن أفضل وسيلة للخروج من الجدل بأفضل النتائج هي أن تتجنب الجدل.
2/2 أبد احترامك لآراء الآخرين ولا تقل لأحد أنه مخطئ.
2/3 إن كنت مخطئا فاعترف بخطئك بسرعة وبحزم.
2/4 باشر حديثك بطريقة ودية.
2/5 استدرج الشخص الآخر إلى قول (نعم) بسرعة.
2/6 اترك دفة الحديث للشخص الآخر.
2/7 دع الشخص الآخر يشعر أن الفكرة هي فكرته.
2/8 حاول مخلصا أن ترى الأشياء من وجهة نظر الشخص الآخر.
2/9 تعاطف مع آراء ورغبات الشخص الآخر.
2/10 ناشد الدوافع النبيلة الكامنة في أعماق الإنسان.
2/11 اعرض أفكارك بطريقة تمثيلية.
2/12 ضع الأمر موضع التحدي.
3/تسع طرق لتغيير الناس دون التسبب بالإساءة إليهم وإثارة استيائهم:
3/1 ابدأ حديثك بالامتداح والثناء الصادق.
3/2 الفت نظر أخطاء الشخص الآخر إلى أخطائه بصورة غير مباشرة.
3/3 تحدث عن أخطاءك أولاً قبل أن تنتقد الشخص الآخر.
3/4 اسأل الشخص الآخر أسئلة بدلاً من إعطائه أوامر مباشرة.
3/5 دع الرجل الآخر يحتفظ بماء وجهه.
3/6 اثنِ على أدنى تحسن وكن مخلصا في تقديرك مسرفا في ثنائك.
3/7 أعط الشخص مقاما حسنا يحيا من خلاله.
3/8 استخدم التشجيع واجعل الخطأ الذي تريد تصحيحه يبدو بسيطا والشيء الذي تريد أن يقوم به الشخص الآخر يبدو سهلاً.
3/9 اجعل الشخص الآخر يحب الشيء الذي تقترحه. انتهى.
أرجو منك أخي أن تسعى لكسب صداقاتك، من خلال العلاقات الاجتماعية التي يجدها الإنسان في حياته، من العائلة أو من خلال المسجد أو النادي، أو مكان الدراسة أو العمل، وستجد في أي منها من يعينك على طاعة الله إن شاء الله تعالى. نسأل الله تعالى أن يوفقك، ونحن إخوة لك في الله، نسعد بتواصلك دائما معنا، ونرجو أن تتواصل معنا بشكل دائما.
- د. مسعود صبري