استشاراتالدعوة

الانضمام للجماعات

  • السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب من مصر، ومصر يوجد بها العديد من الجماعات الإسلامية ذات الأبعاد المختلفة، وأنا أريد أن أخدم الإسلام ولكني متردد لا أعرف لأي جماعة أذهب؛ فهل هناك جماعة أفضل من الثانية لأعمل معها كي يكون عملا جماعيا منظما؟

 

  • الجواب:

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

الأخ الفاضل:
جزاك الله تعالى خيرا على حرصك على العمل للإسلام، وأن يكون عملك دائما بانتظامك في عمل جماعي.

واسمح لي أن أقول لك:
نحن نتحدث عن مقصود عظيم، وهو العمل للإسلام، وهذا جزء متفق عليه، ولكن الشكل أو الصيغة قد تختلف، وهذا الاختلاف لا يعني أنه شر، بل هو خير؛ لأن طبائع الناس مختلفة؛ فمن الناس من يعمل للإسلام بلا جماعة، ولم يقل أحد إن هذا آثم؛ فربما يكون من النفع أن يعمل المسلم مع بعض الجمعيات الخيرية الأهلية التي لا تنتمي إلى فكر معين .

ومن الناس من يرى أن التزامه بجماعة معينة يساعده على العمل والالتزام، ومثل هذا يجب عليه أن يدرك طبيعة كل جماعة وأفكارها وأهدافها، ثم يقرأ نفسه ويعرف ما قد يجيد فيه للإسلام ثم ليتخير ما شاء؛ فاختيار الإنسان شيئا بحريته هو الطريق الصحيح لأي نشاط يقوم به المرء، وربما يجد بعد فترة أنه غير متوائم مع الجماعة التي سار معها، فليغير مساره، فرديا أو جماعيا، المهم أن القضية الأساسية وهي العمل للإسلام ثابتة؛ فنحن نتعامل مع ثابت ومتغير، فالثابت خدمة الدعوة والإسلام، والمتغير هو العمل مع جماعة بعينها، أم العمل مع جمعية، أم العمل مع نفسه دون انضمام لأحد.

وما أحسن ما قاله الشيخ محمد الحامد حينما سأله الشيخ سعيد حوى عن الانضمام للإخوان، وقد كان الشيخ محمد الحامد ممن يغلب عليه الطابع الصوفي، فقال:
إن من الناس من يحرم عليه الانضمام إلى جماعة.
ومن الناس من يتوجب في حقه الانضمام إلى جماعة.
ومن الناس من يكره في حقه الانضمام إلى جماعة.
ومن الناس من يستحب في حقه الانضمام إلى جماعة.
ومن الناس من يباح في حقه الانضمام إلى جماعة.

وهذا يرجع إلى طبيعة كل شخص وما يمكن أن يقدمه؛ فالفرد العادي الذي لن يحافظ على إيمانه ولن يستطيع أن يخدم الإسلام إلا من خلال جماعة، فهذا أوجب في حقه الانضمام.
وربما يكون المرء قائما بأعمال خيرية قد تضر بانضمامه، فيحرم عدد كبير من الناس من هذا الخير فهذا يحرم عليه، والعمل للجماعة ليس مقصودا لذاته، وإنما هو وسيلة.
ومن الناس من ينشغل ببعض الأمور كالعلم الشرعي، فيكره في حقه إن كان الانضمام سيؤثر على ترجيحاته الفقهية، لأنه سيتحدث عن حلال وحرام.

ومن الناس من يفعل أعمالا دعوية وحده، ولكنها ستكون مثمرة أكثر إن كان مع جماعة، فهذا يستحب له.
ومن الناس مَن وجوده كعدمه في جماعة، فهذا مباح في حقه.
وعلى كل، فالأمر اختياري، ولكنه يجب أن يكون مدروسا ومحسوبا حسب كل شخص، وحسب الجهة التي سيتعامل معها لخدمة الإسلام.

المهم أن تبقى قضية خدمة الإسلام هي الحاكمة على تصرفاتك وأفعالك.
وفقك الله للخير.

 

  • د. مسعود صبري

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى