استشاراتالدعوة

مهمة بالبيت ومقصرة في الدعوة

  • السؤال:
أنا امرأة تهتم ببيتها، وترعى شئون أولادها وزوجها، ولكنني مقصرة في الدعوة، فهل أنا آثمة؟

 

  • الجواب:

الأخت الفاضلة:
أحسب أننا نحتاج إلى إعادة فهم لمصطلح “الدعوة”، فالدعوة هي عملية تفاعلية بين طرفين، يكون أحدهما داعيا، والآخرة مدعوا، وهناك مادة الدعوة المقدمة، وهناك مجالات لهذه الدعوة، ووسائل متنوعة.

وكثير من الناس يحصر الدعوة في العمل مع الأجانب في المسجد أو في بعض الأماكن عند من يوسع المفهوم شيئا ما.

ولكن تربية الأولاد هي من صميم الدعوة الواجبة وجوبا عينيا، يعني أن المرأة تقوم بتربية أبنائها حسب منهج الإسلام هي داعية، تقوم بواجب إن قصرت فيه، أثمت، وحوسبت عليه عند الله تعالى، فأنت إن كنت تهتمين بتربية أولادك اهتماما على منهج الإسلام، فأنت تقومين بنشاط دعوي مع أولادك.

كما أن اهتمامك ببيتك هو من الفروض الواجبة عليك، فتثابين عليه عند الله سبحانه وتعالى.

وقد جاءت أسماء بنت السكن الأنصارية الأشهلية -رضي الله عنها- الملقبة بخطيبة النساء. إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: “يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، إن الله بعثك للرجال والنساء كافة فآمنا بك وبإلهك، وإنا معشر النساء محصورات، ومقصورات مخدورات، قواعد بيوتكم، وحاملات أولادكم، وإنكم معشر الرجال فضلتم علينا بالجمع والجماعات، وفضلتم علينا بشهود الجنائز، وعيادة المرضى، فضلتم علينا بالحج بعد الحج، وأعظم من ذلك الجهاد في سبيل الله، وإن الرجل منكم إذا خرج لحج أو عمرة أو جهاد، جلسنا في بيوتكم نحفظ أموالكم، ونربي أولادكم، ونغزل ثيابكم، فهل نشارككم فيما أعطاكم الله من الخير والأجر؟
فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم بجملته -يعني بجسده- وقال: (هل تعلمون امرأة أحسن سؤالا عن أمور دينها من هذه المرأة؟).
قالوا: يا رسول الله، ما ظننا أن امرأة تسأل سؤالها.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أسماء، افهمي عني، أخبري من وراءك من النساء أن حسن تبعل المرأة لزوجها، وطلبها لمرضاته، واتباعها لرغباته يعدل ذلك كله.

فأدبرت المرأة وهي تهلل وتكبر وتردد: (يعدل ذلك كله، يعدل ذلك كله) [أخرجه البيهقي في شعب الإيمان].

وأقول لك: إن كنت تقومين بتربية أولادك، وتحسنين التعامل مع زوجك، فافرحي كما فرحت أسماء، بثواب من الله تعالى لك.

غير أني ما أحب لك أن يقف دورك عند هذا الحد الأدنى، ولكن إن كان عندك وقت للدعوة الخارجية فلا بأس.

ويمكن لك أن تنظري دعوة الأقارب والجيران، ويمكن لك أيضا أن تمازجي بين دعوة أبنائك، وتجمعين معهم بعض أبناء الجيران، فتقدمين ما تقدمين لأولادك ولغيرهم.

أو كان لك فضل وقت للقيام بنشاط دعوي، كدرس علم أو زيارة إحدى جيرانك أو غيرها، فقومي بها. فإن ضاق وقتك إلا عن القيام بواجبك تجاه زوجك وأولادك، فأنت على خير كبير إن شاء الله تعالى. 

 

  • د. مسعود صبري

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى