- السؤال:
السلام عليكم ما الفرق بين لمة الشيطان ولمة النفس؟ وكيف أتغلب عليهما؟ |
- الجواب:
الأخ الفاضل:
الوارد أن للملك لمة، وهي إيعاد بالخير والحق، وأن للشيطان لمة، وهي إيعاد بالشر، والنفس حسب نوعها، فإن كانت نفسا مطمئنة فهي تتبع لمة الملك، فتأمر بالخير وتحث عليه، وإن كانت نفسا أمارة، فهي تتبع الشيطان بلمته، بل أشد منه، لأن الشيطان يوسوس بكل أنواع الشر، أما النفس فلها طبع حب الشيء والاستمرار على فعله، فيمكن للإنسان أن يعرف هذا المعصية، فإن كانت متنوعة، فهي من الشيطان، أما إن كان الشيء مستمرا والنفس تحبه وتكرره، فهو من النفس، وكل ما يفعله الإنسان باختياره.
وما أحسن ما قاله الإمام ابن تيمية: حين يقول قول ابن مسعود: إن للملك لمة وللشيطان لمة، فلمة الملك إيعاد بالخير تصديق بالحق ولمة الشيطان إيعاد بالشر وتكذيب بالحق وهذا الكلام الذي قاله ابن مسعود هو محفوظ عنه وربما رفعه بعضهم إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو كلام جامع لأصول ما يكون من العبد من علم وعمل من شعور وإرادة وذلك أن العبد له قوة الشعور والإحساس والإدراك وقوة الإرادة والحركة وإحداهما أصل الثانية مستلزمة لها والثانية مستلزمة للأولى ومكملة لها فهو بالأولى يصدق بالحق ويكذب بالباطل وبالثانية يحب النافع الملائم له ويبغض الضار المنافي له، والله سبحانه خلق عباده على الفطرة التي فيها معرفة الحق والتصديق به ومعرفة الباطل والتكذيب به ومعرفة النافع الملائم والمحبة له ومعرفة الضار المنافي والبغض له بالفطرة فما كان حقا موجودا صدقت به الفطرة وما كان حقا نافعا عرفته الفطرة فأحبته واطمأنت إليه وذلك هو المعروف وما كان باطلا معدوما كذبت به الفطرة فأبغضته الفطرة فأنكرته. انتهى.
أما التغلب على ذلك فهو بمجاهدة النفس، والصحبة الصالحة، وقبل ذلك النية الصادقة في التغيير، فمن صدق الله صدقه، ونوى خيرا وفقه الله تعالى إليه، ومنه أيضا الابتعاد عن مواطن السوء، وصحبة الصالحين، وأن يدرك الإنسان نفسه، وأن يعرف لماذا يأتي المعصية.
نسأل الله تعالى أن يحفظنا من شر أنفسنا والشيطان.
- د. مسعود صبري