استشاراتالشبهات

كيفية اختيار الصديقة

  • السؤال:
لا أدري كيف اختار صديقاتي!! لدي العديد من الصديقات، ولكني تركتهن؛ لأني أشعر معهن بالوحدة، وأنهن لا يساعدنني على طاعة الله.. لا أعرف ماذا أفعل. هل ما فعلته هو الصواب؟ حيث إنني قررت أن أكون متدينة، وبالتالي تركت صديقاتي اللاتي أتأثر بهن تأثيرا سلبيا ويبعدنني عن الله، لا أستطيع أن أجد تلك الصديقة المثقفة المتدينة الوفية!! والمشكلة أن الكثير من البنات يحببنني ويردن أن يصبحن صديقات لي ويكثرن من الاتصال لي ولكني لا أريد.. أخبرني بالله عليكم ما هي الأسس التي من خلالها أختار الصديقة؟!

 

  • الجواب:

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

مرحبا أخت، سؤالك نحسبه من نوعية خاصة، وهذه الخصوصية راجعة إلى خصوصية الشخصية حسب فهمي، ودعيني أقف على بعض الأشياء في سؤالك:

الأول: هو ذلك الانتماء لهذا الدين، وأنه مقدم على كل شيء، وهذه محمدة لك عند الله وعند الناس إن شاء الله؛ فالمسلم -وكذلك المسلمة- لا يقدم على أمر الله أمرا، حتى إنه ليتغالب على شيء هو فطري فيه وهو الصحبة؛ فالإنسان اجتماعي بطبعه لا يمكن له أن يعيش وحيدا، ولكنه إن رأى خطرا على دينه فوحدة خير من صحبة فاسدة، متمثلا قول الله تعالى: “الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين”، فيجري الإسلام في دمه، كأنه بقول الشاعر:

أبي الإسلام لا أب لي سواه إن تفاخروا بزيد أو تميم

الثاني: أنك شخصية متميزة، مؤثرة على من حولها، وهذا يتضح من كلامك من كون البنات يتصلن بك ويحببن الالتفاف حولك، ومن هنا ننطق إلى إجابة السؤال، إن الرائد يجب أن يكون رائدا، ولكن في الخير، وفي صحبتك نركز على نقطتين:

الأولى: أنه يجب أن تقومي بدور التأثير في غيرك، تبعا لطبيعة شخصيتك، وأن تأخذي بيد أخواتك إلى طريق الله تعالى؛ فهن في حاجة إليك، بشرط أن تداومي على هذا التأثير الخيّر، ولتعلمي أنه لسن كلهن شر، بل فيهن خير ستستفيدين منه في حياتك، ولو كنت أنت تأخذين بأيديهن إلى طريق الله تعالى، ويحضرني حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه”.

وأنت بالطبع تحتاجين إلى أنس، فليكن أول أنسك بالله تعالى، فهو الذي سيرزقك الثبات والتيسير.

الثانية: البحث عن أخوات صادقات تجدين راحتك معهن، وتشعرين بالقرب منهن، والبحث عنهن ليس باليسير، فيمكن لك البحث عنهن في محيطك التعليمي إن كنت ما زلت طالبة في الجامعة، أو في العمل، أو في محيط مكانك من الأخوات اللاتي يذهبن إلى المساجد ودروس العلم، ويمكن لك أيضا البحث عنهن في المنتديات الإسلامية على الإنترنت، وإن كنت أفضل أن يكون اللقاء مباشرة، والبحث في الواقع المعاش أفضل، لكثرة الخداع على الإنترنت، إلا أن يكون الإنترنت وسيلة للتعرف في الواقع المعاش.

وأذكرك أن الإنسان قد يصعب عليه أن يجد مثيله تماما، ولكنه قد يجد من يتوافق معه، وما أحسن قول رسولنا صلى الله عليه وسلم: “الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير ممن لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم”، ففتشي فيمن حولك، وانظري أيضا إلى صواحبك، وفاتحيها بنوع من التؤدة في صحبتك، وأصلحي منها، وابدآ معا صحبة صالحة، وأكثري من الدعاء لله تعالى أن يرزقك الأخت الصالحة التي تعينك على طاعة الله تعالى.

وفقك الله لما يحب ويرضى، ورزقك من يعينك على طاعته.

 

  • د. مسعود صبري

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى