استشاراتالشبهات

الأحلام المتكررة

  • السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
منذ فترة وأنا أعاني من تكرار الأحلام بمعنى أنني عندما أحلم بشيء ما يتكرر نفس الشيء، ولكن بأحداث مختلفة فمثلا عندما أحلم باني في الحمام يتكرر حلم الحمام، ولكن يختلف المكان والتفاصيل.

وهكذا كلما أحلم بشيء ما أراه ثانية لعدة أيام كلما نمت سواء ليلا أو نهارا فهل لذلك ارتباط بنفسية معينة أو مشكلة معينة حيث إنني بدأت أقلق من هذا الأمر فما تفسيركم لهذه الحالة؟ بارككم الله.

 

  • الجواب:

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فالمؤمن الحق دائما مرتبط بالله تعالى، لا يقلقه إلا أن يكون عاصيا لله، فالمعصية هي التي تنغص عليه حياته، وهو يرى ذنبه كالجبل، لا يكاد يطيقه، وليس من الإيمان الصادق أن يخاف الإنسان من الحلم، لأنه يعلم أن كل الأمور تسير بمقادير الله تعالى، وأنه سبحانه لا يقدر لعباده إلا الخير، وأنه سبحانه يحب عباده.

ولعل مما يسبب الخوف في حالتك أختي الكريمة أنك في حاجة إلى توثيق علاقتك بالله تعالى، وتصحيح بعض المفاهيم في العقيدة عندك، ومما يوجد الطمأنينة في نفسك ما نصح به الرسول صلى الله عليه وسلم ابن عباس “احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف”، وفي رواية: “واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك”، فإذا كان هذا في حال تكالب الناس على الإنسان، فما بالنا بأضغاث الأحلام.

إن الناس تعطي للأحلام مساحة كبيرة في حياتهم، فيخافون مما يرون، ويبنون آمالا عراضا على ما يرون، ولكن الذي يسعد به المسلم هو ما يراه من رؤيا الخير التي يبشره الله تعالى به، وما سوى ذلك، فما هو إلا أضغاث أحلام، لا يأبه له.

وحين يفوض الإنسان أمره إلى الله، يريح الله تعالى باله، ويحفظه من كل شر وسوء، وما أحسن قوله تعالى على لسان الرجل الصالح: {وَأُفَوِّضُ أَمْرِىٓ إِلَى ٱللَّهِ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ بَصِيرٌۢ بِٱلْعِبَادِ}. نعم الله بصير بنا، وما كان له سبحانه أن يضرنا بشيء: {مَّا يَفْعَلُ ٱللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَءَامَنتُمْ}، فلنصحح إيماننا بالله، حتى يهبنا الله تعالى الثقة والطمأنينة القلبية، “ويصلح بالهم”.

ولا تكن للأحلام هذه المساحة الكبيرة في حياتنا، فقد أقام الله تعالى الدنيا على قانون السببية، مع التوكل عليه، والالتجاء إليه.

وفي القرب من الله راحة للعبد ليس بعدها راحة، فتقربي إلى الله، يهبك الله تعالى من الطمأنينة ما تقر به عينك.
وتابعينا بأخبارك.

 

  • د. مسعود صبري

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى