استشاراتالشبهات

الاستهزاء بالمنتقبات وأصحاب اللحى

  • السؤال:
هناك بعض الناس يستهزئون بالمنتقبات وبمن أطلقوا لحاهم!! فما رأيكم في ذلك؟

 

  • الجواب:

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

ليس من الإيمان الصادق أن يستهزئ المسلم بإخوانه المسلمين -ولا غير المسلمين– إن كانوا عصاة، فما بالنا بمن فعل سنة مؤكدة على أقل مقدور، فضلا عمن قال بوجوب النقاب واللحية؟

إن المسلم يجب أن يتطهر من أدران نفسه، فالمسلم كما أخبر المعصوم صلى الله عليه وسلم ليس باللعان ولا الطعان، ولا السباب، ولا الفاحش البذيء، إن الله تعالى خاطب رسوله صلى الله عليه وسلم: {وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ ٱلْقَلْبِ لَٱنفَضُّوا۟ مِنْ حَوْلِكَ}، فلماذا يستهزئ المسلم بإخوانه، بعيدا عن سبب الاستهزاء، إن المسلم يد حانية على إخوانه.

والمشار إليه في السؤال ليدل على تقلب الأحوال، فمن انتقبت خشية من الله تعالى، وحبا وزيادة في طاعته، ومن أطلق لحيته، اقتداء بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم يُستهزئ به في مجتمع مسلم؟ أي مجتمع هذا الذي يقلل فيه من شأن من أطاع الله ورسوله، أوليس من علامات الإيمان الصادق أن يشجع من أطاع الله تعالى، ولنقل له: جزاك الله تعالى خيرا؟!!

إن النقاب واللحية من الإسلام، أيا كان حكمهما، ما يجحد ذلك إلا جاحد، بل ما يستهزئ بهذا إلا رجل فيه شيء من النفاق، إنه ليس من الحكمة أن نستهزئ بالمتبرجات ولا العصاة، فكيف بمن أطاعوا الله؟!!

ولنقل لأخواتنا المنتقبات وإخوتنا الملتحين: كفى أن الله تعالى يراكم، ويطلع عليكم، وهو الذي يجازي الناس على أعمالهم {مَّنْ عَمِلَ صَـٰلِحًۭا فَلِنَفْسِهِۦ ۖ وَمَنْ أَسَآءَ فَعَلَيْهَا}، وإن كنا نقول: إن النقاب واللحية ليسا هما كل الإسلام، ولكنهما من شعائر الإسلام، وستبقى اللحية والنقاب في مجتمع المسلمين ما بقت السماوات والأرض، وسيكون هناك من لا يلتحي، ومن لا تنتقب، لأن هذا نوع من التنوع، والناس لن يجتمعوا على شيء واحد تختلف فيه طباعهم، وإن حث الشرع عليه.

وليصاحب ما نعلنه من بعض أمور الدين كاللحية والنقاب الأخلاق الحسنة، والتعامل الجميل مع الناس، ولتكن المنتقبة مثالا للمسلمة الصالحة، وليكن الملتحي مثالا للمسلم الصادق، حتى لا يعاب عليهما، وكما قال الشاعر الحكيم:

من ذا الذي ترجى سجاياه كلها *** كفى بالمرء فخرا أن تعد معايبه

ولنقل لمن يستهزئ: اتق الله تعالى، وابحث في نفسك، واعلم أن قلبك مريض، فما يستهزئ باللحية والنقاب إلا مريض القلب، وليراجع نفسه، مرة بعد مرة، ولينظر ما يفعله هل هو لله، وهل يرضي الله تعالى ما يفعله أم أنه شهوة نفس غلبته.

بل ليعلم أنه عاص عند الله تعالى، وأن فعله مغضوب عليه، حتى يرجع إلى من أساء إليه، ويعتذر عما بدر منه، فإن الله تعالى لا يغفر لرجل أخطأ في حق أخيه، حتى يستسمحه.

نسأل الله تعالى أن يؤلف بين قلوب المسلمين أجمعين، وأن يجمعنا دائما على الخير والطاعة والإيمان وليجعلنا إخوة متحابين، على سرر متقابلين، في جنات النعيم.

اللهم آمين.

 

  • د. مسعود صبري

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى