استشاراتالشبهات

مخالفة الوالدين في تسمية الولد

  • السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم..

رزقت بمولد ولله الحمد وهو طفلي الأول وقد قررت أنا وزوجتي تسميته عمر نسبة لسيدنا عمر رضي الله عنه، ولكن شب خلاف بيني وبين والدي بشأن تسمية الولد، فوالديّ يريد تسميته على اسم والدي، وأنا لا أستطيع تقبل الاسم واسمه فاروق فمن وجهة نظري أن الاسم كبير نوعاً ما، وأنا وزوجتي نفضل الاسم الآخر عمر. حاولنا دمج الاسمين عمر الفاروق لكن رفضوا وقرروا أن يغضبوا علي ويحرموني من الميراث.

لا تهمني المادة والمال، ولكن يهمني رضى والدي فهل يحق علي الغضب من قبل والداي لو سميته عمر فقط، ورغبتي شديدة باسم عمر، أفيدوني جزاكم الله خيراً، وهل غضب الوالدين في مثل هذه الحالة مقبول وشكراً.

 

  • الجواب:

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

الأخ الفاضل:
شكر الله تعالى حرصك على بر والديك..

أخي الحبيب، إن الله تعالى أمر ببر الوالدين والإحسان إليهما، ولم يأمر بطاعتهما في كل صغيرة وكبيرة، قال تعالى: {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوٓا۟ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَـٰنًا}، فالمطلوب هو الإحسان إلى الوالدين وبرهما والقيام على خدمتهما وحسن العشرة في وجودهما، لأن الولد بضعة من أبيه.

وإن كان ليس من حق الوالد أن يتدخل في تسمية ولدك، فالتسمية حق للزوج والزوجة، ولكن عليك أن تطيب خاطرهما، وأن تدرك المدخل للتأثير عليهما حتى لا يأخذا منك ومن زوجتك موقفا، مما يترتب عليه سوء العلاقة بينكما فيما بعد.

إن كل الأمور لا تسير بالحق، أو الحلال والحرام، لكن هناك من الأمور ما يكون لها تداخل وتشابك في العلاقات الاجتماعية والآثار العائلية ما يجعل المرء حكيما في تصرفه، فيفعل ما يراه حسنا وحقا له، ولا يغضب الأطراف الأخرى، التي تفهم خطأ أن هذا الشيء من حقها.

وليس من عقوق الوالدين أن تسمي ولدك عمر؛ لأنك لم تخالفه في شيء من حقه، بل هو حقك وحق زوجتك، ولكن اجتهد أن تقنعه بأن هذا الاسم من الأسماء الجميلة، أو أنك إن رزقت بآخر ستسميه (فاروق)، أو أية طريقة ترى أنها مناسبة مع والدك، ودم دائما على بره وطاعته مهما حدث، لا تقطع صلته، ولا تقلل من زيارتك، وتحمل ما قد يكون رد فعل غير حسن منه إن سميت ولدك عمر، كما أدعوك أن تستخير الله تعالى في التسمية بين عمر و(فاروق)، فكلاهما اسم جميل، وقد يكون من الحسن أن تسمي (فاروق)، فتجمع بين رغبة الوالد وبين هذا الاسم الجميل.

وعلى كل، فهذا اختيارك، وأنت أدرى بما حولك، ولكن عليك بالاستخارة والدعاء، أن يرزقك الله تعالى ما فيه الخير لك ولولدك ولزوجتك ولوالديك، وتقرب إلى الله تعالى حتى يريح بالك ويرزقك ما فيه صلاحكم جميعا.

 

  • د. مسعود صبري

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى