استشاراتالشبهات

قلق ضياع الوظيفة

  • السؤال:
أعمل محرر إنترنت بجريدة بدولة خليجية منذ عام وخلال هذا العام تعرضت للعديد من مشاكل العمل سواء كانت هذه المشاكل ناتجة عن بعض الممارسات المؤسفة لبعض الزملاء بالجريدة أو لعدم تخصص اصحاب الجريدة صحفياً وعدم فهمهم لطبيعة العمل المتعلق بالانترنت والصعوبات التى تواجه المواقع الالكترونية حيث أعانى هنا من قلة امكانات الموقع حيث لا يوجد فى الموقع الذى أتولى مسؤلية التحرير فيه سواى وأحد الشباب الخليجيين يعمل كمحمل للمواد و للأسف غير مؤهل لتحمل أى مسؤلية أى شئ بالموقع.. والمشكلة تكمن فى عدم رضاء أصحاب الجريدة عن أدائى فى العمل.. مما يهدد تواجدى هناو العودة الى مصر مرة ثانية.. والمشكلة أنى تركت عملى فى مصر ولا أستطيع العودة اليه مرة ثانية.. وظروف العمل فى الصحف المصرية صعب أو قل شبه مستحيل.. ولذلك أشعر بقلق شديد يؤرقنى ولا أستطيع النوم من كثرة التفكير فيما هو آت.. ويعلم الله تعالى أنى لا أدخر جهد فى سبيل تحقيق أعمال وأفكار جيد للموقع ولكن تكالبت الظروف على (عدم فهم أصحاب الجريدة لطبيعة العمل الصحفى وتحديداً الصحافة الالكترونية – ومضايقات بعض الزملاء وسلوكياتهم الغير طيبة معى ومع بعضهم البعض والتى لا أستطيع أن أفعل مثل أفعالهم).. أرجو منكم الافادة حيث أنى بحق أشعر بقلق رهيب وتفكير مستمر فى المستقبل وما سوف يحدث لو فقدت وظيفتى هنا حيث أخشى من العودة (وفى الغالب سوف أعود) ولا أستطيع الحصول على عمل.. وهل هذا القلق ضعف ايمانى و عدم توكل.. شاكر لكم مجهودكم و أعتذر للإطالة.. وللعلم حالتى النفسية سيئة للغاية.

 

  • الجواب:

الأخ الفاضل:

من الطبيعي أن يسعى الإنسان إلى تثبيت أركانه في عمله، والسعي للتفوق فيه، ولن أدخل في تفاصيل عملك وطبيعة الخلاف الفكري بين البيئات في العمل الصحفي، والفرق بين العمل الصحفي والعمل على مواقع الإنترنت، المهم سؤالك من القلق والتوتر النفسي وضعف الثقة والإيمان، فأقول لك:

الذي عليك أخي أن تأخذ بالأسباب، وأن تسعى جاهدا أن تكون كفئا في عملك، وأن تجلس مع أصحاب الموقع وأن تفهم منهم نقاط الضعف التي يرونها، وأن تفكر جيدا في إزالة هذا اللبس، وإن وجدت في كلامهم ما هو حق، فاسع إلى تعديله، فكلنا ذوو خطأ، والإنسان لا يصل إلى درجة الكمال في شيء، فالكمال لله وحده.

أما خوفك على مستقبلك ورزقك، فهذا خطأ محض، لأن الرزق بيد الله تعالى، والذي كتب لك السفر من مصر لدولة خليجية، قادر على أن يقدر لك خيرا منها، فإن استقر بك المقام فاحمد الله، وإن لم يستقر، فاعلم أن الخير فيما سيقدره الله تعالى، ونحن نرى بأعيننا ونفكر بعقولنا القاصرة، ولكن علم الله تعالى أحاط بكل شيء، ولا تقلق، فقد كتب لابن آدم رزقه وهو ما يزال جنيا في بطن أمه، وكما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم:” إن روح القدس نفث في روعي أن لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب”، وقال أبو بكر رضي الله عنه: علمت أن رزقي لن يأخذه غيري،فاطمأنت نفسي.

فأزل القلق من نفسك، ولا تهتم لما قد يحدث، لأن هذا من ضعف الثقة بالله تعالى، بل اعمل ما يجب عليك، أما ما لك، فإن الله تعالى تكفله لك، فلا تقلق عليه، ولا تدري أين الخير لك.
ادع الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان، فإنه كما قال سبحانه: {وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}.

 

  • د. مسعود صبري

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى