استشاراتالشبهات

الخوف من الله هل هو مرض؟

  • السؤال:
السلام عليكم. 
أنا متزوجة وأعيش حياة كريمة والحمد لله لكن مشكلتي تكمن في خوفي الشديد والدائم من الله وأعيش هذا الخوف في كامل لحظات حياتي وأصبحت منه عصبية وأنا دائما لست راضية على ما أقوم به وأحس بأنه غير كاف ولا يرضي الله وأقرر عندما أنام في فراشي أن يكون عملي ليوم الغد أحسن من الذي فات ولكن أجد نفسي قد كررت نفس العمل ويحصل لي الاكتآب هل عملي في بيتي كاف لدخولي الجنة وهل يرضي الله وهل هذا الخوف كائن في كل الناس أم أصبح بالنسبة لي مرض.

 

  • الجواب:

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله،وبعد:
الأخت الفاضلة:
جزاك الله تعالى خيرا على حرصك على دينك وإيمانك، وسعيك لأن تكوني خائفة من الله تعالى.

ولكن اسمحي لك أن أقول لك: إن الخوف من الله تعالى لا يجعل الإنسان مكتئبا، فالخوف ليس اكتئابا أو يجعل المرء عبوسا، ولكن الخوف قوة ذاتية تمنع المرء من ارتكاب الحرام، وتدفعه إلى فعل كل خير وصالح للناس، ومنها الابتسامة والحنو على خلق الله تعالى.

بعض الوعاظ يجعل الخوف من الله تعالى عبوسا وتكشيرا، مما يدفع لما أنت فيه، ولكن الخوف من الله شيء آخر، فآثار الخوف تقوى الله، بأن تجعلي بينك وبين الحرام حاجزا، فإن وصلت إلى هذه الدرجة، فأنت ممن يخاف الله تعالى.

ومن الجيد أن تجعلي وتفكري في أن يكون يومك أفضل من أمسك، وغدك أفضل من يومك، ولا تيأسي، فتلك طبيعة الحياة الإنسانية، يحاول وقد يفشل، وقد ينجح.

فتعاملي مع نفسك على أنه إنسان بحلوه ومره، وجاهدي، وثقي أنك ستصلين يوما، قال تعالى: {وَٱلَّذِينَ جَـٰهَدُوا۟ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ  سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلْمُحْسِنِينَ}.

فسيري ولا تقفي، ولكن افهمي الخوف من الله بشكل أوسع مما تفهمينه، وأحسني الظن بالله تعالى، فإنه سيرزقك كل خير.

 

  • د. مسعود صبري

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى