استشاراتتقوية الإيمان

تقوية إيمان الأسرة

  • السؤال:
ما هي الطرق الصحيحة الواجب اتباعها لتقوية إيماني وإيمان أهل بيتي؟ وكيفية البدء مع الأطفال لتربية دينية صحيحة؟ ولكم جزيل الشكر.

 

  • الجواب:

شكر الله لك أخي على هذا السؤال الجميل، وإن كان هذا السؤال ليس سؤالا واحدا، بل هو ثلاثة أسئلة في سؤال واحد، وكل سؤال يحتاج إلى كلام طويل، ولكني هنا أستعين بالله وأحاول أن أوجز الأمر بما يسمح به الوقت، وما يفتح الله به عليَّ.

 

  • أومن أخي أن الإيمان يمكن حصره في أربعة محاور رئيسة، هي:

1- العقيدة الصحيحة التي لا يشوبها شرك أو رياء، وحسن الصلة بالله تعالى، مع تحقيق الأركان الستة من الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والإيمان بالقدر، مع جعل هذه الأشياء كلها تتم بشكل عملي كبير، ويرى أثرها بشكل فعال، بحيث تغير من سلوك الإنسان.

2- العبادات التي يتعبد بها الإنسان إلى الله تعالى؛ لأن هذا هو حق الله تعالى، وهذه العبادات تتمثل في الصلاة والصوم والزكاة والحج والعمرة والذكر والقرآن وغير ذلك، ويمكن توسيع العبادات من العبادات الخاصة إلى العبادات بشكل عام، لتشمل كل ما يتعبد به إلى الله تعالى. وكذلك العبادات القلبية من المراقبة لله تعالى والمحاسبة للنفس وغير ذلك من عبادة القلوب، وتزكية النفوس.

3- الأخلاق، بما تشمل من الأخلاق الرذيلة التي يجب أن يتخلى عنها المسلم، والأخلاق الحميدة التي يجب أن يتحلى بها المؤمن، لنجمع بين التخلية والتحلية، والمقصود بالأخلاق هنا ما يكتسبه الإنسان في نفسه، أو ما يحفظ نفسه منها.

4- السلوكيات، ويقصد بها طبيعة المعاملات التي يتعامل بها الإنسان مع غيره، بينه وبين أهله في بيته، وصلته للأرحام، وبره للوالدين، وعلاقته مع أصدقائه وأصحابه، ومع الناس جميعا، بل مع الحيوانات والجمادات التي خلقها الله تعالى.

وهذا أيضا ينطبق على العائلة، ولكن يزيد عليها المتابعة لتحقيق هذه المعاني، والمشاركة في بعض الأعمال الصالحة، من صلاة الأسرة في المسجد، أو حضورها درس علم، أو صلتها للرحم بشكل جماعي، أو صيامها يوما ويجتمع الكل على فطور، أو قيام الأسرة بكفالة يتيم، وغير ذلك مما يمكن أن تجلسوا فيه وتفكروا، وتصنعوا لأنفسكم جدولا لزيادة الإيمان، يشمل المحاور الأربعة مع تفعيلها، ويمكن أن تختاروا بعض الأشياء دون بعض، على أن تكون ممثلة للجوانب كلها، وليس شرطا أن يصنع كل شيء في وقت واحد، بل التمهل التمهل؛ فالنفس كالأرض يجب أن تأخذ كل مرحلة من مراحل الزرع والنبت حقها، ولا بأس بالتداخل هنا، على ألا يكون هناك استعجال، فخير العمل وأحبه إلى الله أدومه وإن قل.

 

  • أما فيما يخص تربية الأطفال تربية دينية صحيحة،

فهذا أمر أيضا لا يتسع المجال للحديث عنه بشيء من التفصيل، وإن كان غاية في الأهمية، وإليك بعض النصائح العامة:

1- لا بد من معرفة طبيعة الأطفال في المراحل العمرية.

2- أن نقدم لهم ما يناسب سنهم من التربية.

3- أن نخاطبهم على قدر عقولهم، وأن نختار لهم من الوسائل التي تعينهم على هذا، من القدوة العملية، ومن كتب الأطفال، ومن شرائط الفيديو والسي دي التي تحمل أفلاما ذات مغزى إسلامي، أو برامج تعلمهم كثيرا من أمور دينهم.

4- ألا يكون همنا من تعليمهم هو الحفظ والتلقين وحده، بل الاهتمام بالسلوك بشكل مباشر.

5- أن نحاول التوفيق بين ممارستهم للحياة بشكل طبيعي كأطفال صغار وبين التزامهم؛ فذهابهم إلى النادي، وخروجهم مع الصحبة الطيبة، وتسليتهم بالنزه والرحلات مع الالتزام بأولويات الإسلام.

6- أن نعطيهم الحرية والمشاركة في التعبير عن الرأي، وأن نترك لهم السؤال عن أي شيء، وألا نتخذ أسلوب القسر والقهر طريقا للتعليم.

7- أن نغرس فيهم حب الله تعالى من خلال التعرف على نعمه من خلال الرحلات والتفكر في الكون، وأن نغرس فيهم حب النبي صلى الله عليه وسلم من خلال سيرته العطرة، تلك السيرة التي تظهر شخصية الرسول بشكل عام، وليس الوقوف على الحروب مع المشركين وغيرهم، بل أيضا التعامل الاجتماعي والإنساني للرسول صلى الله عليه وسلم.

هذه بعض النصائح السريعة، أرجو أن تكون مفيدة، ومن نوى خيرا، وفقه الله عليه، فأحسن النية، فستجد أن الله تعالى يفتح لك فتوح العارفين به، ويرزقك الخير كله بعونه وتوفيقه. وتابعنا بأخبارك دائما

 

  • د. مسعود صبري

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى