استشاراتتقوية الإيمان

تساؤلات حول أركان الإيمان

  • السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

ما معنى الإيمان؟ وهل هناك زيادة عن الإيمان بالله وأن لا إله غيره والإيمان باليوم الآخر وبوجوب الثواب والعقاب والإيمان بما بعث الله من رسل وأنبياء وأن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) هو آخر النبيين؟

 

  • الجواب:

الأخت الفاضلة..

الإيمان بالله تعالى هو لب العلاقة بين العبد وربه، ولا يمكن بدءا حصر الإيمان في أفعال قليلة كالتي ذكرت في السؤال، ولكنها هي الأعمدة، ونلحظ من خطاب القرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف أن للإيمان أركانا وأعمدة لا يقوم الإيمان إلا بها، ولا يتحقق إلا من خلالها، فإن انتفت هذه الأركان، انتفى الإيمان، غير أن هذه الأركان لا يمكن أن تمثل كل الإيمان.

ففي حديث جبريل حين سأل النبي صلى الله عليه وسلم: ما الإيمان؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: “أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر، خيره وشره”، فهذه هي الأركان الست للإيمان، وهي تعني أنها الأسس التي تعد اللبنة الأساسية للإيمان، والإيمان كالبيت له أعمدة وأسس يقوم عليها، وعلى هذه الأسس يمكن أن نفرع أشياء كثيرة، كما أننا بعد بناء أعمدة البيت يكون هناك ليشمل التأسيس والتأثيث، حتى يمكن للمرء أن يعيش في المكان بعد الاكتمال.

ونلحظ بعض جوانب الاكتمال من الحديث الصحيح حين قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الإيمان بضع وستون شعبة، وقيل: سبعون، أعلاها: قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان”.

ونلحظ في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى مثالا لأشياء أساسية تمثل الإيمان، وهي الشهادة، وهي تمثل العقيدة، ثم إماطة الأذى، وهو سلوك عملي، وضرب مثلا بالحياء إشارة إلى الأخلاق، وكأن الرسول صلى الله عليه وسلم –حسب فهمي للحديث– جعل الإيمان عقيدة، مشيرا للشهادة، وسلوك، مشيرا لإماطة الأذى، والحياء مشيرا للأخلاق.

وما أحسبني مخطئا حين أضيف إلى العقيدة والأخلاق والسلوك العبادات، ليكتمل مربع الإيمان الصادق.

هذا فهم لا أدعي أني استقيته من أحد، ولكن هذا اجتهاد، أسأل الله تعالى أن أكون فيه صائبا.

كما أنه يمكن لنا أن نلحظ إشارات الإيمان في خطاب القرآن الكريم بعد قوله “يا أيها الذين آمنوا”، كما نلحظه من كثير من الأحاديث النبوية التي جاء فيها لفظ الإيمان، مثل حديث: “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”، فهذا من علامات الإيمان، وقوله صلى الله عليه وسلم “لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين”، فجعل تقديم حب الرسول علامة من علامات الإيمان، وقوله صلى الله عليه وسلم “والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن. قيل: من يا رسول الله؟ قال: “من لا يأمن جاره بوائقه”.

وغير ذلك من الأحاديث التي تدخل على أفعال الإيمان..
والإيمان شبيه الإسلام في هذا، فقد جعل الرسول صلى الله عليه وسلم للإسلام أركانا خمسة، ولكنها لا تعني الإسلام وحده.

غير أنه يؤكد على أساسياته التي يجب أن يشترك فيها الجميع، أما ما عداها فقد تكون لصيقة لبعض الناس، وقد لا يتعرض لها البعض، وقد تطلب من البعض دون الآخر وهكذا.

هذا ما أفهمه من معنى الإيمان، أسأل الله تعالى أن يبصرنا الحق، وأن يرزقنا اتباعه.

 

  • د. مسعود صبري

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى