استشاراتتقوية الإيمان

التوبة من سب الدين

  • السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
وبعد كنت أسب الدين كثيرا ولكن استغفرت الله وتبت وعدت لقراءة القرآن، ولكن عند صلاتي وعند قراءة القرآن أسهو مع القراءة ومع الصلاة في أمور الدنيا فهل من علاج من هذا الأمر؟

وهل التوبة إلى الله والابتعاد عن سب الدين كي يغفر الله لي؟ أفيدونى أفادكم الله وشكرا.

 

  • الجواب:

الأخ السائل:

احمد الله تعالى أن نجاك مما كنت فيه، مما كاد أن يقارب الخروج عن الملة، فالحمد لله تعالى أن رزقك التوبة من هذه الكبيرة، وهي دعوة لمن يسب دين الله تعالى أن يراجع نفسه، إذ هو يسب ويلعن أشرف ما يملك في هذه الأيام، إن المرء إن سب أحد أباه أو أمه ليكاد يفتك به، ولكن إن سب دينه يكاد يكون أهون، بل الطامة الكبرى أن ينطق المسلم بلسانه الذي خلقه الله تعالى له دينه سبحانه وتعالى، ومن المعلوم أن سب الشيء هو سب لصاحبه، وليتذكر الإنسان أنه خلق من خلق الله تعالى: {أَلَمْ نَجْعَل لَّهُۥ عَيْنَيْنِ. وَلِسَانًۭا وَشَفَتَيْنِ. وَهَدَيْنَـٰهُ ٱلنَّجْدَيْنِ}. فالله تعالى خلق لنا اللسان للذكر وللكلام الطيب، وليس للسب، فما بالنا بشيء من خلق الله _(أي الإنسان) يسب دين من خلقه!!!

 

  • أما عن السهو في الصلاة،

فهو من الأمراض المنتشرة بين غالب المسلمين، وهي تحتاج إلى نوع من المجاهدة والمصابرة حتى يصل المسلم إلى درجة الخشوع الذي هو لب العبادة.

 

  • ومن أهم الأسباب التي تساعد على الخشوع في الصلاة ما يلي:

1- حسن القصد والمجاهدة والتركيز فيما يقرأ الإنسان، قال تعالى: {وَٱلَّذِينَ جَـٰهَدُوا۟ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}، وقال: {يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱصْبِرُوا۟ وَصَابِرُوا۟ وَرَابِطُوا۟ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، يعني أن الأمر يحتاج إلى شيء من مجاهدة النفس.

2- أن يقرأ الإنسان في الصلوات السرية بصوت يسمع به نفسه، ولا يشوش به على غيره، وهذا أعلى درجات السر.

3- أن يدرك الإنسان معنى ما يقوله سواء أكان من القرآن أو من الأذكار التي تقال في الركوع والرفع والسجود والجلوس والتشهد وغيرها.

4- أن يقرأ المسلم في أحوال الصالحين الذين كانوا يخشون في صلاتهم، فإن المرء دائما يحب أن يقتدي بغيره، وأن يرى النموذج الذي يحب أن يفعل مثله.

وقد سئل حاتم الأصم كيف تخشع في صلاتك؟ فقال أخشع في صلاتي بأن أقوم فأكبر وأتخيل أن الكعبة بين عيني، وأن الصراط تحت قدمي، وأن الجنة عن يميني، وأن النار على شمالي، وأن ملك الموت ورائي، وأن رسول الله يتأمل صلاتي وأظنها آخر صلاة لي فأكبر لله تعظيما وأقرأ بتدبر وأركع بخضوع وأسجد بخضوع وأجعل في صلاتي الخوف من الله والرجاء في رحمته ثم أسلم وأقول أتراها قبلت أم لا؟

5- أن يدرك المسلم أنه ليس من صلاته إلا ما عقل منها، وأن يكون حريصا على أن يتقبل الله تعالى من صلاته.

6- أن يسعى المسلم أن يكون عالي الهمة في الطاعة، وأنه يقف أمام ملك الملوك ورب العالمين، وأن ينزل ا لصلاة قدرها من التكبير والتعظيم لله.

7- أن يكثر من الدعاء لله تعالى أن يرزقه الخشوع في الصلاة، وأن يحفظه من السهو عنها.

واعلم أن توبتك لله تعالى تمحو كل ذنب، فالمغفرة من ثمرات التوبة الصادقة إلى الله رب العالمين.

نسأل الله تعالى أن يتقبل توبتك وأن يتوب علينا أجمعين.

 

  • د. مسعود صبري

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى