استشاراتتقوية الإيمان

حفظ القرآن أم تلاوته؟

  • السؤال:
السلام عليكم..

إنني اعتدت على أن أقرأ كل يوم جزءا من القرآن ولكن ابتدأت منذ حوالي خمسة أشهر في الحفظ وبفضل الله حفظت حتى الآن خمسة أجزاء فهل الأفضل الحفظ والمراجعة أم القراءة.

 

  • الجواب:

الأخ الفاضل:

لا يمكن للمسلم أن يستغني عن كتاب الله تعالى، فمن الذي يستغني عن كلام الله تعالى، فالقرآن هو زاد المسلم وغذاء روحه ونفسه وقلبه. وليكن هذا الزاد بالقراءة أو الحفظ، ولكن التلاوة واجبة، والحفظ سنة، فتقدم التلاوة على الحفظ إن كان هناك تعارض، مع كون الحفظ لا يكون إلا بالتلاوة، ويمكن لك أن تجمع بين الأمرين.

على أن الحفظ يحتاج إلى مزيد من القراءة، وأن تشحذ الهمم لأجل هذا الحفظ، كما أن قراءة جزء لا تأخذ وقتا كبيرا، فالجزء يأخذ نصف ساعة أو ساعة إلا الربع، فهل هذا كثير من اليوم الذي يحوي أربعا وعشرين ساعة؟

إننا نقضي أوقاتا أمام التلفاز، ومع الأصدقاء وفي كثير من الأمور التي تعد ترفيهية، فلنجعل القرآن مساويا لشهواتنا وحاجاتنا، إن لم يكن في درجة أعلى منها.

ويمكن لك أخي الفاضل أن تجلس مع نفسك، وأن تنظر وقتك في يومك، وما يمكن لك أن يفيض من وقتك حتى تضع لنفسك جدولا للقراءة والحفظ، على أن يكون الحفظ مع شيخ، تتابع معه الحفظ، وتتعلم منه التلاوة الصحيحة قبل الحفظ، حتى لا تحفظ القرآن بطريقة خاطئة، فيصعب معها أن تصحح بعد الحفظ.

وهناك من الأوقات التي تضيع منا في الغالب، كالوقت الذي بين المغرب والعشاء، أو وقت ما بعد صلاة الفجر، وأحسب أن هذين الوقت من أفضل أوقات الحفظ.

ومن الأولى أن تحفظ في المسجد، حيث تقطع عنك المشاغل التي قد تكون في البيت أو العمل، ويمكن لك أن تأخذ زاوية في المسجد تختلي فيها بنفسك، مع استحضار أهمية ما تقوم به من عمل، فأنت ستكون حاملا لكتاب الله تعالى، أولئك الذين هم أهل الله تعالى وخاصته.

فمازج بين التلاوة والحفظ، وانظر نفسك وقدرتك وحاجتك، فإن وجدت في نفسك همة للحفظ، فتوكل على الله، ولكن ضحِّ بشيء من وقتك. ومن يخطب الحسناء لا يغلها المهر.
وكما قال الشاعر الحكيم:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم *** وتأتي على قدر الكرام المكارم.

وفقك الله تعالى لما يحب ويرضى.

 

  • د. مسعود صبري

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى