استشاراتتقوية الإيمان

المحافظة على قيام الليل

  • السؤال:
السلام عليكم. 
فضيلة الشيخ: أنا شاب أجاهد نفسي على قيام الليل.. لم يمن الله علي حتى الساعة بأخذ هذه العبادة كلازمة لا أتركها لكن أحياناً أصلي وأحياناً كثيرة أتركها. 
فما وصيتكم بأنسب طريقة أستطيع مواصلة هذه العبادة على الدوااام.. وهل صحيح أن استماع الغناء يبعد الإنسان عن قراءة القرآن.. وشكراً.

 

  • الجواب:

الأخ الفاضل:

“همك على قدر ما أهمك.”

فبقدر ما يهتم الإنسان بالشيء بقدر نجاحه في الوصول إلى هدفه، ونحن في حياتنا تكون لنا أهداف نسعى لتحقيقها، وننجح في كثير منها، فنخطط وندبر ونضبط أمورنا حتى نصل إلى غايتنا المرجوة.

فالعبادة مثل أي هدف يريد الإنسان أن يصل إليه، يحتاج إلى تخطيط وتنظيم وتنفيذ ومتابعة، وأن نهيئ الجو للوصول إلى الغاية المرجوة، يضاف إلى هذا، أن الله تعالى في عونك، كما قال تعالى {وَٱلَّذِينَ جَـٰهَدُوا۟ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلْمُحْسِنِينَ.} 

واعلم أن المعاصي تكسل الجسد وتجعله بعيدا عن الطاعة، ويظل المرء مصارعا نفسه بين طاعة ومعصية، وكلما اجتهد، كلما وفق من الله تعالى للوصول إلى ما يصبو إليه، وكفى أن يكون قيام الليل هو شرف هذه الأمة، فحافظ أن تكون من الشرفاء.
وأنصحك بالرجوع إلى ما كتبه الإمام أبو حامد الغزالي عن قيام الليل في كتابه القيم ”إحياء علوم الدين” حيث قسمها إلى أسباب ظاهرة وباطنة،

 

  • ومن أهم الأسباب الظاهرة أربعة:

الأول: ألا يكثر الأكل فيكثر الشرب، فيغلبه النوم، ويثقل عليه القيام.

الثاني: ألا يتعب نفسه بالنهار بما لا فائدة فيه.

الثالث: ألا يترك القيلولة بالنهار فإنها تعين على القيام.

الرابع: ألا يرتكب الأوزار بالنهار فيحرم القيام بالليل.

 

  • وأما عن الأسباب الباطنة فأربعة أيضا، هي:

الأول: سلامة القلب عن الحقد على المسلمين، وعن البدع وعن فضول الدنيا.

الثاني: خوف غالب يلزم القلب مع قصر الأمل.

الثالث: أن يعرف فضل قيام الليل.

الرابع: وهو أشرف البواعث: الحب لله، وقوة الإيمان بأنه في قيامه لا يتكلم بحرف إلا وهو مناج ربه.

نسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياك دوام قيام الليل، وألا يحرمنا بذنوبنا إياها.

 

  • أما عن الغناء

وأنه يمنع حلاوة القرآن، فإن كنت تقصد بالغناء غناء اليوم، فإنه لا يجتمع كلام الرحمن، ورجس الشيطان في قلب واحد، وإن كنت تقصد سماع الكلمات الطيبة، فإنه لا يحرم في دين الله إلا ما حرمه الله، على ألا يزيد في حياتك، ولا يشغلك عن مهامك.

حفظك الله ووفقك، ولا تنسنا من صالح دعائك.

 

  • د. مسعود صبري

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى