- السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله: أرغب بالسؤال عن خائن الأمانة، حيث قمت قبل سنوات بإستعمال مال العمل الذي أنا مسؤولة عنه، واليوم إحاول إرجاعه، فماذا لو مت قبل أن أوفي أمانتي؟ وشكرا. |
- الجواب:
جميل أن يصحو الضمير، وأن يستشعر الإنسان الخطأ الذي وقع فيه، وأن يحقق التوبة التي دعا الله الناس إليها: {وَتُوبُوٓا۟ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
ومن التوبة رد ما اغتصب من المال لصاحبه، بأية طريقة، ليس شرطا أن يخبر الإنسان صاحب المال بهذا، ولو فعلا بطريقة ذكية فلا بأس، ولكن لا يشترط. فشرط التوبة عودة المال لصاحبه، فإن كانت هناك طريقة تجعل عودة المال لصاحبه بلا معرفة من فعل هذا، فهذا خير، لأنه جمع بين رد الأمانة، وبين الستر الذي أمرنا الله تعالى به، على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم حين قال: ”فمن ابتلي بشيء من هذه القاذورات، فليستتر بستر الله عليه.”
فطريق التوبة البحث عن وسيلة لإعادة المال، وليس غيرها، و إلا، فخسران من الحسنات من حسناتك يأخذها صاحب المال، وقت يحتاج المرء إلى حسنة واحدة، وهذا معنى الإفلاس الذي أخبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه، أخذ من حسنات الظالم، وطرح من سيئات المظلوم على الظالم، وقد ينتهي الأمر بطرحه في النار.
فعليك بتقوى الله، ورد المال لصاحبه بأية وسيلة.
- د. مسعود صبري