استشاراتتقوية الإيمان

مقام الرضا

  • السؤال:
كيف نحقق الرضا بما يقتضيه الله علينا؟

 

  • الجواب:

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:

فإن الرضا من العبادات القلبية في المقام الأول، و له بعد ذلك آثار في حياة الإنسان المسلم، ولكن بدايته أن الاعتقاد الجازم بأن كل ما يقدره الله تعالى مما ليس للإنسان فيه دخل أنه هو الخير لا غيره، وأن الإنسان بعقله القاصر قد يتمنى أشياء ليست في صالحه، وأن الله تعالى لا يقدر لعبده إلا ما فيه مصلحته، وأنه قد يحجب عن المرء أشياء يرى الإنسان أن فيها نفعا له، وفي حقيقة الأمر هي ضارة له، والله تعالى لا يجلب الضرر للإنسان.

كما يوقن المرء أن نظرته لا تصل لمعرفة حقيقة الأشياء، ولكن حكم الإنسان يكون حسب علمه الذي وصل إليه، أما الله تعالى فهو سبحانه الذي أحاط بكل شيء علما، فيكون قدر الله تعالى خير للإنسان مما يحب.
ولكن هذا بخلاف أن يقصر الإنسان عن أداء الشيء، ولا يحصل على النتيجة التي يريد الحصول عليها، وفي هذه الحالة أيضا الأمر خير للإنسان.

وما أجمل حديث النبي صلى الله عليه وسلم:فيما ورد عن أبي يحيى صهيب بن سنان قال: قال رسول الله: (عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له.) رواه مسلم.

والرضا له فوائد عدة، أهمها أن يحقق المسلم العبودية الحقة لله تعالى، وفيه حسن تسليم لله، وهذا هو معنى الإسلام الحقيقي {إِذْ قَالَ لَهُۥ رَبُّهُۥٓ أَسْلِمْ ۖ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ}.

 

  • ويمكن أن يتحقق التقوى بما يلي:

1- أن يفوض المسلم دائما أمره لله تعالى.

2- أن يشكر المسلم في السراء، ويصبر في الضراء، وأعلى من ذلك شأنا أن يشكر في الضراء كما يشكر في الضراء.

3- أن يدعو الله تعالى دائما أن يقدر له الخير، فإن رأى شيئا فيه شرا له، فليقل: ”اللهم أجرني في مصيبتي، واخلف لي خيرا منها.” 

4- أن يكثر الإنسان من القراءة في حياة الصالحين، وأن يقف على رضاهم، وأن يجعلهم قدوة يقتدي بهم في حياته.

5- أن ينظر نعم الله تعالى عليه، فما أكثرها في حياته، بل يرى كل شيء من الله تعالى نعمة، لأنها من الله تعالى.

6- أن يوقن أن كل ما يقابله الإنسان هو امتحان، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط، كما أخبر المعصوم صلى الله عليه وسلم، فالغنى والفقر ابتلاء، والصحة والمرض ابتلاء، والسعادة والحزن ابتلاء.

نسأل الله تعالى أن يرزقنا الرضا.

 

  • د. مسعود صبري

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى