استشاراتتقوية الإيمان

خلع الحجاب الشرعي

  • السؤال:
لقد لبست اللباس الشرعي مدة ستة اشهر ثم خلعته وكان سبب لباسي هو ضغط من أهلي وأعلم أنهم على حق وأنا على باطل، مع العلم أنني لا أقطع فرض وأصلي وأعمل الخير والحمد لله.
أتمنى النصيحة، وأريد أن أعرف ما هو الجزاء على أمري؟
وجزاكم الله خيرا.

 

  • الجواب:

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:

الأخت الفاضلة:

أولا أحييك على صراحتك مع نفسك، فهذه نقطة جيدة يجب أن ينتبه الإنسان لها، وهي بداية الانطلاق، ألا يغش الإنسان نفسه، وأن يكون صريحا معها في كل شيء، فتلك بداية التغيير الحقيقي.

يجب أن تفهمي أختي -ليس صواب أهلك فقط- ولكن حرصهم عليك أن تكون مسلمة طائعة لربك سبحانه وتعالى، وكم من الآباء يتركون بناتهم يفعلن ما يردن، غير أنهن يندمن على ذلك أشد الندم. إن أهلك يرون مسئوليتهم أمام الله تعالى، لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته.” 
فاشكري لهم حرصهم عليك، شفقتهم بك.

أما عن موضوع حجابك، فإن الله تعالى فرض على الناس أمورا كثيرة، أهمها الإيمان به سبحانه وتعالى، ولكنه ما أجبر الناس على هذا الإيمان، ولو أجبرهم لكان سبحانه وتعالى محقا، فسبحانه: {لَا يُسْـَٔلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْـَٔلُونَ}، فاجلسي معك نفسك وفكري في أمر الحجاب:

ما أضرار ترك الحجاب عليك وعلى غيرك؟
ما فائدة الحجاب لك ولغيرك؟
ما أنت قائلة لله تعالى حين يسألك عنه؟

دعك من إصرار أهلك، ولا يجعلك ذلك تأخذين الأمر عنادا، فتعصين الله تعالى، لأجل أهلك الذين يريدون منك أن تكون فتاة صالحة.

إن هذا الأمر يا أختي بينك وبين الله تعالى، وانظري كيف تريدين أن تكوني عند الله، واجعلي نصب عينيك قوله تعالى على لسان أحد أنبيائه: {إِنِّىٓ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّى عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍۢ}، و تذكري دائما قوله تعالى: {وَٱتَّقُوا۟ يَوْمًۭا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى ٱللَّهِ ۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍۢ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}.

إن المسلم والمسلمة لا يعيشان عبثا، فالمرء محاسب أمام ربه سبحانه وتعالى، كما أخبر المعصوم صلى الله عليه وسلم: “ما منكم إلا ويقف أمام ربه ليس بينه وبين ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أمامه، فلا يرى إلا النار تلقاء وجه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة.” 

إن الدنيا كلها تقول إن الحجاب عفة وطهارة، فلماذا تحرم المسلمة الطاهرة – ونحسبك واحدة منها – من هذا الخير والعفاف؟

إن المشكلة عندك مشكلة نفسية فحسب، فعالجي ما في نفسك، وتحدثي معك أهلك، واطلبي منهم أن يتركوا لك الأمر بينك وبين الله سبحانه وتعالى، حتى يعود الأمر كما في أصله، وحتى لا يكون هناك تأثير أو تشويش في التفكير.
ونحن على ثقة في أنك ستردين الحجاب قبل أن تخلعيه، ولكن من داخلك النقي، استجابة لأمر الله تعالى، ليس استجابة لبشر، ولو كانا والديك.

حفظك الله أختي، ويسر أمرك، ورزقنا وإياك طاعته.

 

  • د. مسعود صبري

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى