- السؤال:
الأستاذ الفاضل مسعود صبري.. هل في رأيك أن دعاة الانترنت الآن متأثرون تمام التأثر بفكر الأستاذ سيد قطب رحمه الله رغم بعد الزمن؟ |
- الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم.
مرحبا بك أيها المحب،
أما عن سؤالك، فدعاة الإنترنت كغيرهم من الدعاة، غير أنهم امتلكوا وسيلة إعلامية مثلها مثل الجرائد والمجلات والفضائيات، مع ما تتميز كل وسيلة عن غيرها.
وليس هناك أحد في الدنيا يستطيع أن يقول: إن فئة تمتلك أداة إعلامية تتأثر بشخص واحد، ولا أنها تتجرد من فكره بالكلية، فالشيخ سيد قطب – رحمه الله – من كبار الدعاة والمفكرين في العالم الإسلامي، وقد تأثر به قطاع عريض من الملتزمين والدعاة، ولا يمكن لأحد أن ينكر هذا التأثير، على أن كثيرا من هؤلاء أيضا بدأوا يعيدون النظر فيما قاله منذ فترة طويلة، فليس كل ما قاله الشيخ سيد رحمه الله صوابا، وليس كل ماقاله خطأ، وإن كان صوابه أكثر من خطئه كما نعتقد.
ومنهج الإسلام في هذا أن نأخذ من كل أحد الصواب النافع، وأن نترك الخطأ الضار، وفي ذلك يقول سيدنا ابن مسعود – رضي الله عنه –: لا يتبعن أحدكم دينه رجلا، إن آمن آمن، وإن كفر، كفر، فإنه لا أسوة في الشر.
ومن المعلوم أن كلا يؤخذ من كلامه ويترك إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم.
على أنه يجب التنبيه في قراءة ما كتبه الشيخ الشهيد سيد قطب – رحمه الله – أن تقرأ في سياقها التاريخي، حتى يمكن لنا الوقوف على تفسير كلامه، مما أشيع عنه من تكفير المجتمع، ووصفه بالجاهلية، وأحسب أن هذا منهج إسلامي أصيل، فقراءة النص بعيدا عن سياقه التاريخي، وزمنه المقيل فيه، يولد نوعا من الشتات في الفكر، والخطأ في الفهم، كما يجب معرفة الأحداث التاريخية التي وجدت زمن الشيخ سيد قطب رحمه الله، فلعل السياق الزماني والتاريخي يساعدان في فهم كل ما يمكن أن يؤخذ عن الشيخ – رحمه الله، وليس عندنا أحد في الأمة معصوم من الخطأ، وكفي بالمرء نبلا أن تعد معايبه.
والله الموفق.
- د. مسعود صبري