- السؤال:
ماهي طرق التعارف على أناس جدد لدعوتهم بعد ذلك إلى الالتزام خاصة عندما لا تربطك بهم أي صلة سابقة؟ |
- الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل:
ليست هناك دعوة بلا معرفة، فلابد من وجود الصلة بين الداعية والمدعو، وهذه السبل تختلف من زمان لزمان، ومن مكان لمكان، ومن شخص لآخر، وإن كانت كل الناس تقوم على العلم والتخطيط والتفكير المنظم، فلابد للدعوة أن تدخل هذه الحلبة، وأن يكون الدعاة مهرة في صنعتهم، وإن كنا نتقن صنعة الدنيا للقمة العيش، فالواجب أن نتقن الدعوة للحصول على جنة الله تعالى ورضوانه.
- وفي مقام التعارف على أناس جدد يبتكر كل داعية ما يراه مناسبا للشخص الذي يدعوه،
فربما كان الافتعال مثلا مع شخص تركب معه سيارة وسيلة جيدة، أو أنك تراه يقرأ في جريدة، فتناقشه في بعض الأحداث العامة، أو تراه مهتما بالرياضة، فتناقشه فيها، فتوصل له معلومة سريعة بحكم أن هذه دعوة عامة.
أما من كان معك في المنطقة التي تسكن فيها مثلا، فإما أن يكون طالبا، فتنظر اهتماماته الشخصية، وكذلك شأن دراسته، بعد أن تجد سبيلا للاحتكاك بينكما، فقد يكون هناك من هو أعرف بك منه، وقد يكون من المصلين في المسجد، فتتقرب له بدعوته لحضور درس علم ونحوه.
ومن المهم في هذا معرفة الأنساب قدر الإمكان، فقد تسأله عن قريب تعرفه، وقد كان أبو بكر أول الدعاة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم،وقد ساعده في ذلك معرفة بالأنساب والأحساب، وتجارته.
وقد يكون معك في مؤسستك، فتنتهز أي فرصة احتكاك للتعارف عليه، وحين يجد المدعو سلاسة في التعرف عليه، وصفاء في نفسه من يدعوه، وحرصا عليه، فإنه يكون أقرب للاستجابة.
وعلى لك، فسؤالك أخي سؤال عام لا يمكن فيه التفصيل، ولكن هذه بعض الملامح العامة التي يرجى أن تنتفع بها.
والأصل في التعارف ابتكار الوسائل وعدم الوقوف عند وسائل بعينها، لاختلاف أحوال الناس الذين تدعوهم إلى الله تعالى.
ويمكن القراءة في كتاب الشيخ عباس السيسي بعنوان: الطريق إلى القلوب، وكذلك كتاب ديل كارنيجي:كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس، ومنه أخذ الشيخ الغزالي – رحمه الله كتابه “جدد حياتك” فهذه الكتب من الكتب النافعة في كيفية التعرف ودعوة الغير.
وفقك الله لما يحب ويرضى وجزاك عن الإسلام خيرا.
- د. مسعود صبري