استشاراتالشبهات

تقاضي الأجر على تعليم القرآن

  • السؤال:
السلام عليكم. 
أسكن حاليا في بريطانيا في هذا المجتمع المادي وقد أنعم الله علي بتعليم القران ولكن هنا كل شيء بثمنه وتريد مني الاخوات أن أتقاضى أجرة على هذا العمل. نحن في بلدنا نقوم بهذه الخدمة لوجه الله ولكنني الان في صراع لا أعرف هل هو حديف نفس أم هوى أم وسوسة شيطان فإذا لم أتقاضى المال أشعر بأن الناس الان ستتحدث عني وعن إخلاصي ووكاني أفعل ذلك رئاء الناس.. 

وإذا تقاضيت أشعر بنفسي مادية طماعة وأخاف أن يتحول تدريسي إلى مكسب وتتلاشى نيتي. 

أفيدوني أيهما صراع الشيطان أو النفس أو الهوى؟ وكيف أعرف ذلك؟ وكيف أختار؟

وهناك سؤال ثان وهو: ماذا يفعل الإنسان إذا فتر إيمانه وضعفت همته خصوصا في مثل هذه البلاد؟

 

  • الجواب:

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:

الأخت الفاضلة:
من الجميل أن يهتم الإنسان بأمر دينه، وأجمل منه أن يكون مظهر هذا الاهتمام تعليم الناس كلام الله تعالى، فجزاك الله تعالى خيرا، وثناؤك وثناء الناس عليك هو عاجل بشرى المسلم، كما أخبر المعصوم صلى الله عليه وسلم.

والإخلاص يا أختي هو أن يكون العمل فعلا أو تركا خالصا من أي شائبة، ولا يقصد به في الفعل إلا وجه الله تعالى، وهذا يعني أنه إن كان الخوف من قصد الناس بالعمل خطأ، فإن أخطأ منه ترك العمل خشية حمد الناس، لأن كلا الفريقين يجعل الناس في ذهنه، سلبا أو إيجابا، وكلاهما مرفوض.

وأيسر الطرق الموصلة للإخلاص أن تخلصي نفسك من الناس، وألا تضعي لهم شيئا في ذهنك، انظري أمرك بينك وبين الله، فإن رأيت خيرا، فتوكلي على الله، ودعي الناس يقولون أو لا يقولون، فهذا أمر لا يعنينا، لأن الذي يكافئنا على الأعمال إنما هو الله تعالى، وهذا يحتاج إلى نوع من المجاهدة، حتى تصلي إلى درجة الإخلاص، وقد بشر الله تعالى الذين يجاهدون في طاعته أن يمن عليهم بما جاهدوا، وأن يصلوا إلى مرادهم، فقال تعالى: {وَٱلَّذِينَ جَـٰهَدُوا۟ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلْمُحْسِنِينَ}.

 

  • أما قضية الأخذ أو عدمه،

فإن الأخذ في أصله مباح، ولكن ليس شرطا أن يكون الإنسان الشيء المباح، فالمباح جانب الترك والفعل فيه متساويان.

ولهذا، فما أحبه لك إن كنت ترين أنك بحاجة، فلا بأس من الأخذ، وإن كنت ترين أن الأخذ يساعدك ويساعد الآخرين على الاستمرار في تعليم القرآن، فلا بأس بالأخذ. وإن كنت ترين أنك تريدين الثواب كاملا من الله تعالى، وأن في غنى عن الأخذ، وأن هذا لن يضر بعملية الاستمرار، فالترك أولى، وإن أخذت فلا تطلبي أجرا محددا، ولكن دعي الناس وما يعطون، وكل إنسان يتخير لنفسه ما يحب أن يلقى الله تعالى به.
ولكن فرقي بين العمل و الإخلاص فيه، وبين الأخذ أو عدمه.
وأكثري من الدعاء أن يوفقك الله تعالى لهذا العمل الصالح، فإنه من أحب الأعمال إلى الله تعالى، واحذري وساوس الشيطان أن يضلك عن هذا العمل، بأية حجة مهما كانت.

 

  • أما عن فتور الإيمان،

فإنها قضية كبيرة لا يتسع المقام للحديث عنها كلها، ولكن اجلسي مع نفسك، ابتعدي عما حرم الله تعالى، وافعلي ما افترضه الله تعالى عليك، واجعلي التمهل منهجا لك في التغيير، واعلمي أن الأمر لا يدوم على حال ثابتة،ولكنه دائما يكون في حالة إيمان.

ثبتك الله وأعانك، ولا تنسنا من صالح دعائك.

 

  • د. مسعود صبري

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى