- السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أريد معرفة علاقة الإيمان بالقدر لأنني أخاف جدا مما هو مقدر لي وأخاف أن يكون هذا ناتج عن ضعف في الإيمان أو أن يعتبر سوء ظن بالله سبجانه وتعالى، وضحوا لي الأمر جزاكم الله عني كل خير. |
- الجواب:
بسم الله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وبعد:
لم تذكري لنا أختي الفاضلة، لماذا تخافين القدر؟ هل كل ما هو مقدر فيه ضرر لك؟
إن الله تعالى لا يقدر لعباده إلا الخير، مهما رأوا فيه الشر، فهو خير للإنسان، لأنه ليس كل ما يظن الإنسان في نفسه أنه خير له أن يكون خيرا فعلا، فكم من الأشياء التي يظنها الإنسان خيرا، وهي شر له، وكما قال تعالى: {وَعَسَىٰٓ أَن تَكْرَهُوا۟ شَيْـًۭٔا وَهُوَ خَيْرٌۭ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰٓ أَن تُحِبُّوا۟ شَيْـًۭٔا وَهُوَ شَرٌّۭ لَّكُمْ ۗ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.
إن قدر الله تعالى جميل، و كله خير، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيرا له”.
فإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يخبر أن كل أمر المؤمن خير، فكيف يخاف الإنسان من الخير؟
ثم إنه يجب علينا أن ندرك أن القدر من الله، وكل ما هو من الله تعالى محمود وخير.
ولكن يجب علينا ألا نلصق أخطاءنا في القدر، فكم من الأشياء هي من كسب الإنسان، وتقصير منه، ولكنه دائما يقول: إن الله لم يقدر لي هذا، فهناك من الأمور الكثيرة التي يتركها الله تعالى للناس حسب أخذهم بالأسباب، أما إذا أخذ الإنسان بالأسباب، وتوكل على الله، ثم قدر الله تعالى له شيئا آخر، فليحمد الله، وليعلم أن الله تعالى صرف عنه شرا.
وأكثري من ذكر الله {أَلَا بِذِكْرِ ٱللَّهِ تَطْمَئِنُّ ٱلْقُلُوبُ}..
- د. مسعود صبري