استشاراتالشبهات

خلع الحجاب لشدة الحر

  • السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أما بعد؛
فسؤالي هو التالي:
امرأة تحجبت وحجت البيت، أما الآن فقد نزعت حجابها للحرارة المفرطة ولأنها تعاني من الضغط.. فما عليها؟
وشكرا.

 

  • الجواب:

الأخ الفاضل؛
شكر الله تعالى لك اهتمامك السؤال عن غيرك..

أما عن المرأة التي تحجبت وحجت بيت الله تعالى، فإن ما فعلته من الطاعة هي مأمورة به كأمة لله تعالى يجب عليها طاعة الله تعالى، كما قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍۢ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِ}، فالأمر لله تعالى وحده، وعلينا كعباد لله أن نطيع الله سبحانه وتعالى فيما أمرنا، وأن نجتنب كل ما نهانا عنه.

  • أما عن كونها خلعت الحجاب لأن الحر شديد، ولمعاناتها من الضغط، فنقول:

إن من رحمة الله تعالى أنه لم يأمر بحجاب معين، فليس في الإسلام شكل معين للحجاب ولا لون محدد، بل هناك شروط أوضحها العلماء يجب أن تتوافر في ثياب المرأة المسلمة، من كون الثوب فضفاضا واسعا، لا يصف ولا يشف، ولا يكون ضيقا، ولا يبرز أعضاء الجسد كالثدي والعجز وغيرهما، وعلى المسلمة أن تراعي هذه الشروط مع ما يتماشى من بيئتها ومعيشتها، وإن كان الحر شديدا، فلا بأس بأن تلبس ما يغطي شعرها وجسدها بما لا يؤذيها، فهناك من القماش ما يستر العورة، ولا يؤذي الجسد.

وهذا الحجاب المأمورة به المسلمة إنما هو في وجود الأجانب، وأما في وجود المحارم، فلها أن تخلع غطاء رأسها، وتخفف قليلا من لبسها أمام محارمها، يعني أن حجابها يكون في حالات أقل، والله تعالى يقول: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِى ٱلدِّينِ مِنْ حَرَجٍۢ}، وإن الله تعالى لن يأمرنا بشيء فيه ضرر لنا، فكل ما افترض الله علينا في نفع لنا، ودفع للضرر عنا.

إن من علامات الإيمان أن يكون الله تعالى هو الأول في حياتنا، فلا نقدم على أمره أمرا، ولا نطيع أحدا فيما لا يحب.

وإن الله تعالى حين أمر بستر عورة المرأة يعلم أن الحر قد يكون شديدا، وأن المرء قد يعاني من الضغط أو بعض الأمراض، ويعلم أن هذا لا يضر المرأة، وإن كان هناك ضرر فمنا نحن، لأن المرأة قد تلبس الثياب الخشن، ولم يلزم الله تعالى المرأة بهذا الخشن من الثياب، إنما أمرها بستر عورتها، وعدم كشف ما فيه فتنة لغيرها في حالة وجود الأجانب، وما سوى هذا فمباح لها أن تكشف بعض ما كان محرما.

ثم إن الإنسان إذا أراد فعل شيء فعله، وتفنن في فعله، ولو حالت بينه الحوائل، لأزاح كل حائل بينه وبين ما يريد.

إننا يجب علينا أن نطيع الله تعالى، وأن نحب الله تعالى، ومن علامات هذا الحب أن نكون وقافين عند حدود الله سبحانه، وألا نتساهل في أمر ديننا، وأن نتذكر قول نبينا لأحد أصحابه “دينك دينك، إنما هو لحمك ودمك”.

فعلى الأخت الفاضلة أن تلتزم بالحجاب حسب استطاعتها، وبما أوضح العلماء الأجلاء، وأن تنظر الوسائل التي تعينها إلى الالتزام بالحجاب، وهذه هي توبتها إلى الله تعالى.

 

  • د. مسعود صبري

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى