استشاراتالشبهات

شيعي يسأل: هل المتعة حلال؟

  • السؤال:
أنا شيعي، وسمعت أن المتعة حلال.. أرجوا الإجابة مع التفصيل.
وبارك الله بكم.

 

  • الجواب:

من  المعلوم لديك أن جمهور أهل السنة على تحريم المتعة، وأنها مباحة عندكم أنتم إخواننا الشيعة.

وأنا لن أتطرق للحكم الشرعي، ولكني سأجيبك من الناحية الدعوية والأخلاقية.

إن كان عندنا نحن أمة محمد صلى الله عليه وسلم –سنة وشيعة– اختلاف في مسألة من المسائل، فالأولى الابتعاد عما فيه شبهة، وليس كل شيء مباحا –هذا لو كان مباحا- يجب أن نأتيه، بل قد يكون من الخير ترك ما فيه شبهة الحرام، وإن كان أمامي طريقان: الزواج الشرعي الذي لا شبهة فيه، وزواج المتعة الذي فيه شبهة على الأقل، فلماذا ألجأ للشبهة وأترك الأمر المتفق على حِلِّه عند جماعة المسلمين؟

هذا لا يعني أننا نوافق على حل زواج المتعة، لأن زواج المتعة منافٍ لطبيعة الأسرة في الإسلام من السكن والمودة، والألفة والمحبة، وأن تستشعر الزوجة المسلمة الأمان مع زوجها، حتى لا ينقلب الزواج إلى سلعة الاستمتاع وقتا من الزمن ثم ينقضي، فليس على هذا تبنى البيوت لا في الشرع ولا في العقل، وإن الاستقرار الأسري مطلب مهم يطالب به كل العقلاء، فلماذا لا نأخذ من شرعنا ما يوافق مطالب الناس، وما الداعي لهذه المتعة؟؟ وفي الزواج الشرعي بدائل عنها؟

إنني يا أخي أشكرك على سؤالك، ولكني أنصحك بعيدا عن طبيعة المذهب ألا تأتي مثل هذا الفعل، وإن أردت أن تتزوج فتزوج كما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم، هل تزوج الرسول أو الحسين أو الحسن أو علي رضي الله عنه متعة؟
هل أتى آل البيت من زواج المتعة أم من زواجٍ شرعيٍّ طبيعي؟

وإن كنا نحب الرسول وآل البيت وصحابة رسول الله صلى الله عليهم كلهم، فلماذا نحيد عن نهجهم؟ ونتمسك بظرف طارئ نختلف نحن وأنتم حول نسخه أو إبقائه، مع أن التحقيق عن ابن عباس في هذه المسألة يقول: إنه رجع عن فتواه.

إن كنت تستشيرني، فما أحب لك إلا الاستقرار في البيت، وأن تشعر زوجتك أنك تحبها وتحبك، وتبادلها العواطف الجياشة وتبادلك، وعلى هذا الحب تقوم البيوت، بعيدا عن الرأي الفقهي في المسألة.

وفقنا الله تعالى وإياك لما يحب ويرضى.

 

  • د. مسعود صبري

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى