استشاراتتقوية الإيمان

قوة الإيمان في زمن العملة النادرة

  • السؤال:
السلام عليكم و رحمة الله. 
كيف يعرف المسلم قوة إيمانه أو ضعفه في زماننا الذي أصبحت فيه الأخلاق عملة نادرة و جزاكم الله كل خير.

 

  • الجواب:

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:

في الحقيقة مع سعادتي بسؤالك، غير أني لا أحب هذه الأسئلة الكبيرة، ولكن قوة الإيمان لها مظاهر كثيرة، قد أشرت أنت إلى واحد منها، وهو الأخلاق، ولكن هناك أيضا حسن الصلة بالله تعالى، والتي لا يعرف حقيقتها إلا الله تعالى، ثم قيام المرء بالعبادات المرئية من الصلاة والزكاة والحج وغيرها، ومن الأخلاق والمعاملات مع الناس، وكل إنسان يأخذ من هذه الجوانب قدر طاقته، وقد يكون الإنسان قويا في جانب، وضعيف في جانب آخر، ولكن عليه أن يسعى دائما أن يسير بخطوط متوازية حتى ينال قوة الإيمان.

وهناك أيضا أعمال الجوارح وأعمال القلوب، وهناك أعمال مع النفس، وأعمال مع الغير، وهناك تعامل مع الأحياء، وتعامل مع الجمادات.

إن كل حركة وسكنة يفعلها الإنسان فيها وسيلة من وسائل تقوية الإيمان.

ومن الخطأ أن نحصر وسائل الإيمان في أعمال معدودة يعرفها كل الناس، ولكن يجب أن نفتح وسائل الإيمان لتشمل حياة الإنسان، مادامت لله،و ملاك ذلك قوله تحقيق قوله تعالى:

{قُلْ إِنَّ صَلَاتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ. لَا شَرِيكَ لَهُۥ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا۠ أَوَّلُ ٱلْمُسْلِمِينَ}.

ويمكن لك أن تتبع الآيات والأحاديث التي ارتبطت بالإيمان، لتعرف مدى وسع هذا المدلول الكبير، والذي يصب في نهاية في ذلك القالب المسمى بالقلب، والذي قال الله تعالى عنه {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌۭ وَلَا بَنُونَ. إِلَّا مَنْ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلْبٍۢ سَلِيمٍۢ}، فحول القلب السليم دندن، وعنده تعرف مدى قوة إيمانك.
فإنه ينشر من نوره على الجوارح، وهو ملاك الأمر كله.

 

  • د. مسعود صبري

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى