- السؤال:
السلام عليكم، ما هي الصحبة وتعريفها وتمرتها كيف نحافظ عليها؟ وجزاكم الله خيرا. |
- الجواب:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
كثير من الناس يكتب كلمات موجزة، ولكنها تحتاج إلى سنين، وسؤالك هذا يا أخي من هذا النوع.
ولكن دعني أقول لك:
معنى الصحبة، هي الأخوة في الله، والتي تعني تعانق الأرواح، وتفاهم العقول، وامتزاج ذلك كله بتقوى الله سبحانه وتعالى.
- ومن أهم ثمارها:
1- الألفة بين الأصحاب والإخوة، كما قال تعالى: {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ۚ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِى ٱلْأَرْضِ جَمِيعًۭا مَّآ أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّهُۥ عَزِيزٌ حَكِيمٌۭ}.
2- المكانة العالية عند الله تعالى في الجنة، كما في الحديث: عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن من عباد الله لأناسا ما هم أنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء و الشهداء بمكانتهم من الله.فقالوا:يا رسول الله تخبرنا من هم؟ قال: قوم تحابوا بينهم على غير أرحام بينهم،ولا أموال يتعاطونها، فوالله إن وجوههم لنور، وإنهم لعلى نور، لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنوا إذا حزنوا، ثم قرأ: {أَلَآ إِنَّ أَوْلِيَآءَ ٱللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}.
3- نيل محبة الله: لقوله صلى الله عليه و سلم: ما تحاب اثنان في الله إلا كان أحبهما إلى الله أشدهما حبا لصاحبه.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أن رجلا زار أخا له في قرية أخرى فأرصد الله تعالى على مرصدته ملكا فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخا لي في هذه القرية، فقال: هل لك عليه من نعمة تربّها عليه؟ فقال: لا غير أني أحببته في الله تعالى، فقال الملك: فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه.
ودعني أقول لك: لا يعرف فضل الأخوة إلا من عاشا، فمن ذاق عرف، ومن عرف اغترف، فاجعل الصحبة والأخوة عملا، تجد من معانيها منا تعجز الأقلام عن كتابتها، والعقول عن فهمها، والقلوب عن إدراكها.
- أما عن المحافظة عليها:
1- فسلامة الصدر
2- وتفقد الأحوال
3- والهدية
4- والمشاركة فيما يعن له من أمور
5- والاتصال الدائم به
6- وتذكره بالدعاء عند غيبته
7- وتفقد أحواله دون علمه
8- وعونه ومساعدته دون أن يسأل.
- د. مسعود صبري