- السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، كيف يستطيع الإنسان المسلم أن يتخلص من الإحساس بالظلم؟ وما هو التصرف الأمثل تجاه من يعتبره المرء ظالما له هل هو تركه وشأنه أم مواجهته؟ |
- الجواب:
بسم الله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وبعد:
الأخ الفاضل:
قبل الحديث عن الظلم، يجب أولا أن يتأكد الإنسان من وقوع الظلم، يعني أن يكون ظلما يقينا، لا أن يكون ظلما مظنونا، فكم من الناس يحسب نفسه مظلوما، وغير هذا.
أما إذا تأكد من الظلم، فالإسلام يرفض الظلم ويعلن الثورة عليه دائما، {وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلظَّـٰلِمِينَ}، {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ}، و في الحديث: “لتأخذن على يد لظالم، ولتأطرنه على الحق أطرا.”
وجاء في الحديث القدسي: “يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرما، فلا تظالموا.”
وترك الظالم على ظلمه مساعدة له من طريق غير مباشر، وقد جاء في الحديث: “من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان.”
وجاء في الحديث: “من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون عرضه فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد.”
والترك إنما يكون عند القدرة على الانتقام، وأن يعلم الظالم أنه ترك، ابتغاء ما عند الله، ولا يكون ذلك على الدوام.
بل الواجب السعي للقضاء على الظلم بالطرق السلمية المشروعة أولا، والبحث عن الوسائل التي تنهي عن الظلم، فما تعست البشرية مثلما تعست بالظالمين، {أَلَا لَعْنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلظَّـٰلِمِينَ}.
- د. مسعود صبري