استشاراتتقوية الإيمان

محروم من صلاة الفجر بذنب ارتكتبه

  • السؤال:
أشعر أني محروم من صلاة الفجر في جماعة بذنب أسال الله أن يغفره لي وأن يرضي عني ويعفو عني – وحرماني هذا شئ عظيم علي فماذا أفعل؟

 

  • الجواب:

بسم الله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وبعد:
الأخ الفاضل:

ليس كل ثقافة سائدة هي في حقيقتها صواب، فمن أين تأكدت من كونك محروما من صلاة الفجر لأجل ذنب ارتكبته، إن الله تعالى لا يمنع العباد من الطاعة مهما صنعوا من الذنوب، فإنه كما قال: {وَهَدَيْنَـٰهُ ٱلنَّجْدَيْنِ}، وقال: {وَنَفْسٍۢ وَمَا سَوَّىٰهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَىٰهَا. قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّىٰهَا. وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّىٰهَا}.

فالإنسان هو الذي يعمل، والله تعالى هو الموفق للعمل الصالح، وهو الذي يحاسب الناس على أعمالهم.

وأضرب لك مثلا:
لو دخل طالب الامتحان، وأخطأ في الإجابة عن سؤال، أو أنه ترك نقطة من النقاط لم يجبها، هل يجعله هذا يترك الإجابة عن الامتحان كله؟
إننا في دار ابتلاء وامتحان، وهبنا الله تعالى فيها الحرية الكاملة للفعل: {تَبَـٰرَكَ ٱلَّذِى بِيَدِهِ ٱلْمُلْكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍۢ قَدِيرٌ. ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلْمَوْتَ وَٱلْحَيَوٰةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًۭا ۚ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْغَفُورُ}.

إن الطاعة لها أسباب يؤخذ بها حتى يفعلها الإنسان، ولا علاقة – حسب فهمي – للذنب من كونه مانعا للإنسان من صلاة دائما، إن من الناس من يصلي الفجر وهو أبعد الناس عن الله، بل هناك ممن يعملون لمحاربة الدين، وتراهم أحرص الناس على الصلاة، لا لأجلها، ولكن لأجل أمور أخرى، فكيف بإنسان –نحسبه صالحا- يمنع الصلاة لأجل ذنب ارتكبه؟ وأين هذا الإنسان الذي لا يذنب.

يا أخي: أما الذي الذي أحدثته، فما أيسر التوبة منه، إدراكك للخطأ في حق الله، والندم على فعله، والعزم على عدم التوبة  وعدم الرجوع إليه، وأن تبدل هذا العمل السيئ إلى عمل صالح، والله يقبل منك برحمته.

 

أما صلاة الفجر، فهناك وسائل عديدة يمكن لك أن تتخذ منها ما يناسبك، وأهمها:

  • 1- النوم مبكرا بوقت يكفي لراحة جسدك، حتى يمكن لك الاستيقاظ مبكرا، فهناك ممن لا يصلون يستيقظون قبل الفجر، لأن أعمالهم تتطلب منهم سفرا.
  • 2- وضع منبه ساعة، وضبطه على وقت صلاة الفجر، أو إن كان معك “محمول” فاضبط الوقت فيه على صلاة الفجر، لأنه يرن أكثر من مرة.

  • 3- يمكن لك أن تطلب من أحد أصدقائك، أو أحد من أهل بيتك أن يوقظك للصلاة.

  • 4- نم على وضوء دائما، وقل أذكار ما قبل النوم، فإن هذا أدعى للاستيقاظ.

  • 5- لا ترهق جسدا كثيرا طوال اليوم بالعمل الشاق، وأعط لنفسك راحة، فإن هذا أقرب للبكور.

  • 6- اقرأ في حال الأنبياء والصالحين، واستفد منهم في حياتك، وخاصة فيما يخص العلاقة مع الله تعالى.

  • 7- أكثر الدعاء أن يوقفك الله تعالى بين يديه، وألا يحرمك هذا بسبب تقصيرك.

  • 8- أخرج نفسك من وهم أن صلاة الفجر لا يمكن أداؤها إلا لإنسان لا يذنب في اليوم.

واعلم أن من نوى خيرا، وأخذ بالأسباب، يسره الله تعالى له.

 

  • د. مسعود صبري

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى