استشاراتتقوية الإيمان

جريمة التكاسل عن الصلاة

  • السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أخي الحبيب؛ مشكلتي أني غير منتظم بأداء الصلاة، فتمر فترات علي دون أداء فرض واحد، وأخرى -وهي الأقل- أؤدي الفرائض معظمها في البيت وقليلا في المسجد، بالرغم من معرفتي بعظم جريمتي في التكاسل عن الصلاة..

فتارة أغلب هوى نفسي بالخلود للراحة، وتارات أخرى تغلبني حتى أني أشعر بأني منافق، ولكن لا أريد هذه الصفة وأمقتها، وقد مرت فترة من حياتي ليست بالقصيرة كانت مليئة بالطاعات والتزام المسجد والصحبة الصالحة والعمل في سبيل الله بصوره المتعددة، ولكن الآن الحال كما أسلفت لكم.
والمعذرة إخواني إن أطلت عسى أن يكون جوابكم لي حافزا لي للطاعة.
ولا تنسونا من دعائكم.

 

  • الجواب:

أخي الحبيب؛
كلما عظمنا الله تعالى في قلوبنا، وكلما زاد حبنا له، كلما سهل علينا أداء فرائضه، فالمحب دائما مطيع لمحبه، يتشوق إلى لقائه، وعدم الانتظام في الصلاة دليل على نقص حب الله في قلوب المقصرين في أداء الصلاة، بل هو دليل على ضعف الإيمان، والتقصير في أداء الصلاة ما هو إلا مظهر من مظاهر هذا البعد عن الله تعالى.

وإذا أردنا حلا صحيحا لهذا، فيجب علينا أن نراجع علاقتنا كلها بالله تعالى، وأين الله تعالى في حياتنا، وأين هو سبحانه في قلوبنا، ولنتفكر في قوله تعالى:

{قُلْ إِن كَانَ ءَابَآؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَٰنُكُمْ وَأَزْوَٰجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَٰلٌ ٱقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَـٰرَةٌۭ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَـٰكِنُ تَرْضَوْنَهَآ أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَجِهَادٍۢ فِى سَبِيلِهِۦ فَتَرَبَّصُوا۟ حَتَّىٰ يَأْتِىَ ٱللَّهُ بِأَمْرِهِۦ ۗ وَٱللَّهُ لَا يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلْفَـٰسِقِينَ}.

فالمؤمن الحق هو الذي يقدم أمر الله تعالى على كل أمر، فلا زوجة ولا ولد ولا أي أحد يقدم على أمر الله، وقد كانت السيدة عائشة رضي الله عنها تقول: كان النبي صلى الله عليه وسلم يكون معنا، يداعبنا ونداعبه، ويلاعبنا ونلاعبه، حتى إذا حضرت الصلاة، فكأنه لا يعرفنا ولا نعرفه.

فحين نعظم الله تعالى نستجيب لنداء الأذان حين يخبرنا أن: الله أكبر، فنترك كل ما في أيدينا، لأن الله تعالى أكبر من كل شيء في حياتنا، ونهرع إليه.

وقد كان بعض السلف يكون في حقله، فيرفع الفأس فإذا سمع الأذان: الله أكبر، ما كان يرضي ليضرب الفأس في الأرض، بل يدعها دون أن ينتفع بها، ويذهب إلى المسجد لأداء الصلاة.

ومن أهم ما يساعد في المحافظة على الصلاة:

 

  • 1- العلم بما لله تعالى علينا من حقوق يجب أن نؤديها له سبحانه.
  • 2- الخوف من عقاب الله تعالى وعذابه.
  • 3- الخشية أن يفقد المسلم أعز ما عنده من الدين، فإن الصلاة آخر حلقة من حلقات الدين، فإذا تركت كاد المسلم أن يترك دينه.
  • 4- أن يحافظ الإنسان على صلاة الجماعة، فهي معينة له على الأداء.
  • 5- أن يرتبط ببعض الصالحين، يطلب منهم العون والمساعدة والسؤال عنه وتفقد أحواله في الصلاة.
  • 6- أن يقرأ في سير الصالحين، وكيف كان حالهم مع الصلاة.
  • 7- أن يلح على الله تعالى بالدعاء ألا يحرمه من الوقوف بين يديه، وأن يحبب إليه الصلاة، وأن يداوم على دعاء إبراهيم عليه السلام: {رَبِّ ٱجْعَلْنِى مُقِيمَ ٱلصَّلَوٰةِ وَمِن ذُرِّيَّتِى ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَآءِ}.

والله نسأل أن يجعلنا وإياك من المحافظين على الصلاة في جماعة، فما يحافظ عليها إلا مؤمن.
والله الموفق.

 

  • د. مسعود صبري

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى