استشاراتتقوية الإيمان

أذنب ثم أعود

  • السؤال:
أنا أفعل بعض الذنوب ثم أتوب ثم أعود ثم أتوب ثم أعود.. وهكذا، هل تقبل توبتي بالاستغفار؟

 

  • الجواب:

الأخ الفاضل؛
عودتك إلى الله تعالى بعد الذنب كل مرة هو الخيط الذي يربطك بالله تعالى، فلا تقطع هذا الخيط، ولو أذنبت ألف ألف مرة، فعد إلى الله ألف ألف مرة، واعلم أن الله تعالى لا يمل من قبول توبة الإنسان حتى يمل المرء من سؤال الله تعالى.

واعلم أن الإنسان إذا جعل التوبة إلى الله هي منهجه بعد كل معصية، فإن هذا مما يؤسف الشيطان، فالتوبة يتحسر عليها الشيطان، لأنه يشعر أن كل عمله قد هدم، وأن كل ما صنعه من تزيين للمعصية قد ذهب هباء منثورا، فأمسك بالتوبة إلى الله تعالى، واشدد عليها، وعض عليها بالنواجذ، وإياك واليأس من رحمة الله، {إِنَّهُۥ لَا يَا۟يْـَٔسُ مِن رَّوْحِ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلْقَوْمُ ٱلْكَـٰفِرُونَ}.

وعلى كل الإنسان –أخي- أن يكون فطنا بنفسه، ينظر ما الذي يجعله يقع في الذنب، وما الذي يزينه له؟ وهو يعرف الطريق إلى قطع نفسه عن هذا الذنب.

وهناك قاعدة في التوبة إلى الله تعالى ترى أنه لا ينشغل الإنسان في التوبة ببعض الأعمال الصالحة التي لا تصب في التوبة من ذات ذنبه، ولا يفعل كمن كان الداء في رأسه، فذهب يعالج قدمه وترك رأسه، بل يجب أن يتوب من ذات ذنبه، وأن يتمهل مع نفسه حتى يصل بها إلى بر الطاعة والأمان، وأن يجتهد في التوبة قد ما استطاع، وقد قال تعالى:

{وَٱلَّذِينَ جَـٰهَدُوا۟ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلْمُحْسِنِينَ}،

وأن يوقن أن كيد الشيطان ضعيف، كما وصفه الله تعالى {إِنَّ كَيْدَ ٱلشَّيْطَـٰنِ كَانَ ضَعِيفًا}، فلا يعلي من شأن من حقره الله تعالى، ولا يزعم قوة من أخبر الله تعالى بأنه ضعيف.

فأنت على خير مادمت تائبا إلى الله تعالى، فعسى الله أن يرفعك من توبة من ذنبٍ إلى طاعة دائمة، وما ذلك على الله بعزيز.

والله نسأل أن يتوب علينا جميعا.

 

  • د. مسعود صبري

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى