- السؤال:
تقدمت لفتاة، وهي إنسانة محترمة، أجد فيها كل ما أحتاجه، غير أن والدها مريض، وأخشى أن ينتقل المرض عليها، فماذا أفعل؟ |
- الجواب:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأخ الفاضل:
الخطبة فترة يتعارف فيها كل من الخاطبين على الآخر، بحيث يتكون لدى كل واحدة منها فكرة جيدة عن الآخر، إما أن تكون هذه الفكرة تكمل ما جعله يقبل الآخر في التعارف لطريق الزواج، أو يتبين بينهما من الفروق التي تجعل الانفصال من البداية أفضل، فالخطبة مجرد وعد بالزواج.
على أنه ينبغي أن يكون هناك سبب مقبول في الرفض، ولو كان عدم قبول أحدهما للآخر، أو أنه رأى أنها ليست الفتاة التي ستسعده، فالانفصال المبكر خير من الانفصال المتأخر بعد الزواج والإنجاب، ولكن لا يكون ذلك نوعا من اللهو واللعب، والخطأ في حق الغير، وإلا كان آثما.
والحكم الشرعي في سؤالك أنه يجوز لك فسخ الخطبة بينك وبين مخطوبتك.
أما عن خوفك من مرض والدها، لأنه رجل مريض، وأنت تخشى عليه، فإن هذا الإحساس أنت فيه مشكور، فمراعاتك لغيرك شيء محمود لك، على أن هذا لا يكون سببا في تعاسك في حياتك، ما دمت ترى أن عندك ما يجعلك تترك مخطوبتك.
وأنا أدعوك أن تفكر بشيء هادئ ومتزن ورزين، هل من الأفضل ترك هذه الفتاة؟
وهل الحياة بينكم لن تكون على الشكل المطلوب؟
ثم بعد ذلك تفكر في الطريقة المناسبة لإبلاغ الوالد، وأحب لك أن تتحدث مع مخطوبتك في هذا، وأن تخرجا بهذا القرار معا، وهذا ليس بلازم، ولكنه قد يساعد على أن يحل الموضوع بشكل ودي، ويمكن ساعتها أن تخبر الفتاة والدها أنها هي التي لا تريدك، أو أنها لا تشعر براحة معك ، أو أن هناك من الأسباب ما دعت إلى الانفصال، وأن هذه قسمة ونصيب، أو ما شابه هذا.
ومن المشروع أن يستخير الإنسان الله تعالى في الزواج، فيمكن لك أن تستخير الله تعالى في فسخ الخطبة، ولو أخذت قرارا بهذا، فأنا أقترح عليك أن تعوضها ببعض الأشياء، كأن تترك لها الشبكة مثلا، إن كنت قد أعطيتها، أو بعض الهدايا الثمينة التي وهبتها إياها، فلا تطالبها، أو تعطي لها شيئا يخفف عنها ألم الفراق، وأن تتفهم أن الترك في هذا الوقت أولى من الانفصال بعد تعقد الحياة.
والله أعلم.
د. مسعود صبري