الأسرةالزواجالفتاوى

الزواج عبر الإنترنت ورؤية المخطوبة

  • السؤال:
السلام عليكم، أنا أعيش في الولايات المتحدة الأمريكية، وسؤالي هو: أنا أريد الزواج من فتاة لم أقابلها قط، فهي تعيش في مراكش بالمغرب، وقد رأيت صورتها على الإنترنت، وقد رأيت فيها مسلمة صالحة، وقد سمعت أن أهلها أيضا أناس طيبون، وأنا الآن أستخير الله في الزواج منها، ماذا يجب علي أن أفعل أيضا؟

 

  • الجواب:

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

الأخ  السائل:

طلب الشرع من المسلم أن  يرى التي يريد خطبتها والزواج منها، حتى يتم التوافق النفسي، فقد قال صلى الله عليه وسلم: “انظر إليها، فإنه أحرى أن يؤدم بينكما.” ولأن النظر إلى الوجه يعرف منه هل هناك توافق مبدئي بين الاثنين أم لا، والصورة لا تعبر عن كل المراد معرفته من الراحة النفسية والقبول، ولكنها تعطي صورة عامة، ويجب عليك أيضا أن تسأل عنها جيدا، قبل أن تقدم على أي شيء، ولا يكتفى في هذا المقام بكلام الإنسان عن نفسه، فكل إنسان يحب أن يجمل نفسه، وربما يقول الحقيقة، ولكن السؤال  يجعل هناك نوعا من التأكد.

فإن رأيت في نفسك قبولا لها، واطمئنانا بعد معرفة أهلها، فإن فترة الخطوبة تكشف أشياء كثيرة، قد لا تتضح قبل المعرفة الأولى.

ولكن دعني أسأل: كيف ستتم الخطوبة، وكيف سيتم اللقاء بينكما  وأنت في أمريكا وهي في المغرب؟ وهل يكفي عندك اللقاء بالماسنجر، وتشغيل الكاميرا، أم أنه سيكون لك زيارات بين الحين والآخر؟

أقترح عليك أن تجلس وتفكر في الأمر مليا، حتى تجد خطوات عملية، تطمئن بها إلى معرفة من ستتزوج، حتى يكون هناك اطمئنان نفسي بينك وبينها، وحتى يغلب على ظنك أن هذه هي التي تريدها زوجة لك، وليس الإعجاب الأول دائما معبرا عن حقيقة الأمر، فيجب أن نفرق بين الإعجاب العام، وبين اتخاذ صورة كلية في موضوع حساس مثل الزواج، وكل هذا، لأجل ألا يكون هناك ندم.

ولكن مادامت الفتاة طيبة، ومسلمة صادقة، وأهلها طيبون، فليس هناك ما يمنع شرعا، ولكن يجب النظر في مساحة الاختيار من الزواية الاجتماعية والحياتية والمعيشية، وهذه ترك لنا الشرع التفكير فيها، كل حسب ما يريد، وحسب بيئته، وغير ذلك من العوامل التي لها دخل كبير في اختيار شريك الحياة.

وخلال فترة الخطوبة تتأكد من رأيك في الفتاة، وتعرفها أكثر، وتعرفك أكثر، فإن رأيتما إتمام الأمر، فلتتوكلا على الله، أو رأيتما خلاف ذلك، فإن الله عاجل لكل منكما فرجا ومخرجا.

والله أعلم.

  • د. مسعود صبري

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى