- السؤال:
أنا طالبة بالمرحلة الثانوية، أحب الدين، وأقبل على عبادة الله تعالى، ولكني سريعة التأثر بالمناظر الجنسية وذلك عند مشاهدة الأفلام وما فيها من قبلات وأحضان، وهذا يجعلني في تعب ومشقة بسبب كثرة الاغتسال، وتطهير الثياب الداخلية، فكيف أرتاح من هذا العناء، وهل يجب علي الاغتسال دائما، أم ماذا أفعل؟ |
- الجواب:
بداية نسأل الله تعالى لك أن ينير قلبك بنور الإيمان، وأن يوفقك وإيانا لطاعته. أما عن سؤالك، فله عدة جوانب:
الجانب الأول: هو أنه مطلوب من الفتاة المسلمة أن تبعد نفسها عن كل ما يثير غريزتها مما حرم الله تعالى من المناظر المثيرة جنسيًا، والتي تراها من خلال مشاهدة الأفلام الجنسية، وغيرها من الوسائل التي انتشرت في عصرنا هذا، فالبعد عن مصادر الإثارة يجعل الفتاة في اطمئنان نفسي، فلن تثار عندها الغريزة الجنسية بشكل يؤدي إلى الإنزال أو غير ذلك.
الجانب الثاني: أن سرعة الإنزال قد تكون مرضًا يحتاج إلى الرجوع الطبيبة المختصة، وقد أمرنا الله تعالى بالتداوي، قال صلى الله عليه وسلم: “ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء.”
الجانب الثالث: أنه ليس كل ما يخرج من الفتاة بسبب رؤية المناظر المثيرة للشهوة منيًا يجب على الفتاة الاغتسال منه، فقد يكون مذيًا، وهو سائل أبيض رقيق لزج يخرج عند الملاعبة أو الرؤية أو التخيل الجنسي، بلا شهوة ولا تدفق، ولا يعقبه فتور في الجسد كالمني، وربما لا يحس بخروجه، والمذي لا يوجب الغسل كالمني، وإنما يوجب الوضوء، وغسل الثوب الذي أصابه، وورد أنه يجوز رش البقعة التي أصابها من الثوب.
فعن سهل بن حنيف قال: كنت ألقي من المذي شدة وعناء، وكنت أكثر منه الاغتسال، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: “إنما يجزيك من ذلك الوضوء”، فقلت يا رسول الله، كيف بما يصيب ثوبي منه؟ قال: يكفيك أن تأخذ كفًا من ماء فتنضح به ثوبك حيث ترى أنه قد أصاب منه”[رواه أبو داود وابن ماجة والترمذي].
- والخلاصة
أنه يجب عليك أيتها الفتاة المسلمة أن تبعدي نفسك عن المثيرات الجنسية من رؤية الأفلام الجنسية أو الروايات الغرامية وغير ذلك، وننصحك بالذهاب للطبيبة، فربما كان سرعة الإنزال مرضا، ولابد أن تفرقي بين المني الذي يوجب الغسل والمذي الذي يوجب الوضوء، ولا يلزمك تغيير الملابس إن كان في ذلك مشقة عليك، بل يكفي رش المكان الذي أصابه المني أو المذي، وإن كنا ننصح بتغيير الملابس بين كل فترة وفترة، لأن هذا من الصحة العامة التي أرشدنا إليها الإسلام.
- د. مسعود صبري