- السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عندي حلقة فقه بمسجد ومنذ سنة تقريبا ولما كنت في فقه الطهارة ذكرت للحاضرات هذا الحديث: “من قلّم أظافره يوم الجمعة وقي من السوء إلى مثله.” رواه الطبراني في الأوسط لم أتأكد من صحة الحديث حينها ثم بحثت في الدرر السنية للألباني ولم أجد له أثرا وأظنه ضعيف.. أصبحت الآن أتأكد من صحة الأحاديث و أعتني بها اعتنا خاصا وأقول للحاضرات دائما هذا ليس كلامي بل كلام رسول الله صلى الله عليه و سلم.. هل أقول للحاضرات أن ذلك الحديث ضعيف ولكني أخشى أن تفقدن الثقة في؟ هل جعل تقليم الأظافر خاص بالجمعة يعتبر بدعة أو عادة؟ خاصة أني أتذكر أن أحد النساء قالت لي قيل لي بالتحديد أتركي تقليم الأظافر يوم الجمعة فقلت لها أين دليلك؟ فسكتت، فقلت لها هذا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم عفوا على الاطالة جزاكم الله خيرا. |
- الجواب:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأخت الفاضلة:
تقليم الأظافر من سنن الفطرة، وفيها أحاديث صحيحة، وهي سنة يوم الجمعة كما صرح بذلك علماء الشافعية وغيرهم.
أما عن قولك حين تروين حديثا ضعيفا، وتخشين أن تخبري أخواتك أن هذا حديث ضعيف، حتى لا يفقدن الثقة فيك، فليس هذا من شعار الصالحين، بل الواجب على المعلم أو المربي إذا أخطأ أن يقول لمن درس له: أخطأت في كذا.
وقد ورد أن الإمام العز بن عبد السلام، استفتاه رجل في مسألة، فأفتاه، ثم عاد إلى كتبه، فعلم أنه أخطأ في فتواه، ولم يكن يعرف السائل، فأجر رجلا بحمار، يدور في شوارع القاهرة: من استفتى العز بن عبد السلام في مسألة كذا، وقال له كذا، فإن العز قد أخطأ، والصواب كذا.
وقد جاء في رسالة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لأبي موسى الأشعري: ”ولا يمنعنك قضاء قضيته اليوم أن تراجع فيه رأيك، فإن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل”.
كما أنه من واجبات العالم أو الواعظ ألا يغش الناس، وألا يظهر في صورة تجمله على حساب الشرع.
هذا من باب الكلام العام، أما عن علم الحديث، فإنه يجب التمهل في النظر للحديث، فقد يكون الحديث ضعيفا من طريق، ولكنه صحيح آخر، فحديث النية، وهو من أصح الأحاديث، وأجمعت الأمة على صحته، ولكنه ضعيف من طريق راو اسمه عبد المجيد، كما أن الحديث الضعيف قد يؤخذ به في فضائل الأعمال، وهو رأي كثير من فقهاء الأمة ومحدثيها، وربما يعمل الفقهاء بالحديث الضعيف، فيروى، وربما تتقبل الأمة الحديث الضعيف بالقبول.
وإن كان الأولى والأفضل أن يبحث الإنسان في الموضوع الذي يتحدث عنه في الأحاديث الصحيحة، ففيها غنية وكفاية عن الضعيف.
وعلى كل، فتقليم الأظافر من سنن الفطرة المستحب فعلها، والذي ندب الشارع الناس إليها، وفيها أحاديث صحيحة، منها ما ورد عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال سفيان (مرة) رواية {خمس من الفطرة، الختان، والاستحداد، وقص الشارب وتقليم الأظافر ونتف الإبط}.
وإن كان تقليم الأظافر سنة على الدوام، فهو آكد في يوم الجمعة.
والله أعلم.
- د. مسعود صبري