العقيدةالفتاوى

جزاء غير المسلمين في الآخرة

  • السؤال:
في الآية الكريمة: {إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَٱلَّذِينَ هَادُوا۟ وَٱلنَّصَـٰرَىٰ وَٱلصَّـٰبِـِٔينَ مَنْ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلْـَٔاخِرِ وَعَمِلَ صَـٰلِحًۭا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [سورة البقرة:62] هل قال أحد العلماء من المفسرين بأن الفئات المذكورة في الآية لهم الأمن في الدنيا والآخرة؟

 

  • الجواب:

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

لا يفهم من الآية أن الأصناف المذكورة لها الثواب الوارد في آخر الآية. فقد قال بعض العلماء: الآية منسوخة، وقال آخرون: المقصود بمن ثبت على إيمانه بدخوله الإسلام، لأنه بدخوله الإسلام ثبت على الإيمان الصحيح، والعقيدة السليمة، أما من ثبت على عقيدته السابقة، فليس من أهل الجنة إلا أن يشاء الله تعالى. 

  • قال الإمام القرطبي في جامعه عقب تفسير الآية:

روي عن ابن عباس أن قوله: “إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَٱلَّذِينَ هَادُوا۟” الآية.. منسوخة بقوله تعالى: “وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ ٱلْإِسْلَـٰمِ دِينًۭا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ.” [آل عمران: 85] الآية.

 

  • وقال غيره: ليست بمنسوخة.

وهى فيمن ثبت على إيمانه من المؤمنين بالنبي عليه السلام

ويقول الإمام ابن كثير:

والمقصود أن كل فرقة آمنت بالله وباليوم الآخر وهو الميعاد والجزاء يوم الدين وعملت عملاً صالحًا ولا يكون ذلك كذلك حتى يكون موافقا للشريعة المحمدية بعد إرسال صاحبها المبعوث إلى جميع الثقلين، فمن اتصف بذلك فلا خوف عليهم فيما يستقبلونه ولا على ما تركوا وراء ظهورهم ولا هم يحزنون. انتهى

والله أعلم. 

  • د. مسعود صبري

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى