- السؤال:
أشعر بميل لزميلة لي، وأشعر أنني أحبها، فهل يجوز هذا التعارف لأجل الزواج؟ |
- الجواب:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأخ الفاضل:
هناك فرق بين الحب وبين التعارف للزواج، فالحب يغلب عليه الجانب العاطفي من الناحية القلبية من الميل والراحة للآخر، وهذا إن كان عن عمد وقصد، وتولد عبر النظرات واللقاءات وغيرها، فهو منهي عنه شرعا. أما إن كان رغما عن الإنسان، حيث قذف في قلبه من رآها نظرة الفجاءة مع غض البصر والالتزام، فلا يمكن الحكم عليه بالحرمة.
أما التعارف لأجل الزواج، فقد يجد الإنسان راحة نفسية تجاه فتاة معينة، فيكون هناك تعارف لأجل الزواج، ولا بأس بهذا التعارف الجاد، لأجل الزواج، على أن يكون في فترة قصيرة، يمكن من خلالها أن يتعرف الإنسان على شخصية من سيتقدم لها، على أن يكون في غير خلوة، وقد يكون ذلك في التواجد في الأماكن العامة ضمن الاشتراك في بعض الأنشطة، أو خلال التواجد في العمل، أو في الدراسة، والأولى ألا تكون بشكل مباشر، يعني ألا يتعمد الإنسان الجلوس مع الفتاة بقصد التعارف لأجل الزواج، وإنما يراقبها من خلال التواجد العام، ويعرفها وتعرفه دون إفصاح عن شيء، فإذا تم له هذا، ورأى أن الفتاة مناسبة له، وهي رأت أنه مناسب لها، فلا بأس بأن يتقدم لها من خلال الطلب الرسمي من أبيها وزيارتهم في بيتهم، ولكن لا مانع شرعا أن يكون ذلك بنوع من الاتفاق بينهما، وأن يخبرها في جو من النظافة، لا أن تكون هناك علاقة عاطفية تتمادى بزعم الزواج، أو أن الإنسان يريد أن يحب حتى يتزوج، فهذا كلام ليس مقبولا لا شرعا ولا عرفا ولا عقلا.
وقد جعلت فترة الخطوبة للتعارف بشكل أحسن، فما الخطوبة إلا وعد بالزواج، فإن تأكد للإنسان رؤيته تجاه من خطبها، فليتمم الأمر بالبناء والزواج، وإلا في الاعتذار من أحدهما للآخر خير من الانفصال بعد بناء البيت.
والله أعلم
- د. مسعود صبري