الأسرةالفتاوى

الضجر من عدم الإنجاب

  • السؤال:
لم أنجب حتى الآن، وأنا أكاد أفقد أعصابي، وأشعر أن الله حرمني خيرا، وأنا في حالة من الضجر والضيق ، فلا أدري  ما أفعل؟

 

  • الجواب:

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

الأخت الفاضلة:

من حكمة الله تعالى أن يبتلي عباده بصنوف من الابتلاءات تختلف من إنسان لآخر، غير أنه من الواجب علينا تجاه الله تعالى أن نفهم أن الله تعالى لا يبتلي العبد ببلاء، إلا والعبد قادر على أن يجتازه، وأن ينجح فيه، فما أنتما فيه من عدم الإنجاب بلاء، أنتما قادران على النجاح فيه.

فهو سبحانه: {يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَـٰثًۭا وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ ٱلذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًۭا وَإِنَـٰثًۭا ۖ وَيَجْعَلُ مَن يَشَآءُ عَقِيمًا ۚ إِنَّهُۥ عَلِيمٌۭ قَدِيرٌۭ}.

والشعور بالضجر شعور إنساني، قد يعتري الإنسان من فترة لأخرى، ولكنه ليس لازما أن يكون دليلا أن الإنسان ساخطا على قدر الله، وقد عفا الله تعالى عن الأمة ما حدثت بها أنفسها، مالم تكلم.

فانظري كيف تجدي قلبك، أليس مطمئنا إلى قضاء الله تعالى وقدره كما أخبرت؟!

إن الإسلام لا يمنع الإنسان من الإحساس بالشعور الإنساني، على ألا ينقلب ضجرا وسخطا على قدر الله، وقد جاء في الحديث: ”فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط”.

ومن عظيم إيمان العبد أن يشكر الله تعالى على الضراء، كما يشكره على السراء، فكل ما يأتي من عند الله تعالى للإنسان هو له خير، وإن بدا للإنسان غير ذلك، فالله تعالى يحب عباده، ولا يكره لهم ما فيه نفعهم، غير أنه يبتليهم، حتى يدخلهم جنته بصبرهم على قضائه وبلائه.

فهنيئا لكما الصبر الذي قال الله فيه: {إِنَّمَا يُوَفَّى ٱلصَّـٰبِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍۢ}، ولا تسأما من الدعاء الله تعالى أن يهبكما الولد الصالح، وتذكرا قول نبي الله زكريا: {فَهَبْ لِى مِن لَّدُنكَ وَلِيًّۭا}، وقوله تعالى: {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَٰجِنَا وَذُرِّيَّـٰتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍۢ وَٱجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}.

أرضاكما الله تعالى بماقدر، وجعل صبركما في ميزان حسناتكما، ولا تنسيانا من صالح دعائكما.

والله أعلم.

  • د. مسعود صبري

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى