الطهارةالعبادةالفتاوى

قراءة القرآن بلا وضوء

  • السؤال:
هل يجوز للفتاة أن تقرأ القرآن وهي على غير وضوء أم لا؟

 

  • الجواب:

اختلف الفقهاء في هذه المسألة بين الحرمة والجواز، ولابد من التفريق بين الجنابة والحدث الأصغر.

ويمكن الحكم بأن مس المصحف بلا وضوء يكره مع الجواز، والأفضل ألا يمس الإنسان المصحف إلا وهو على وضوء احتراما لكتاب الله تعالى، ويستثنى من ذلك الصبيان، فإنه يجوز لهم مس المصحف وحمله بلا كراهة.

 

  • والعلماء رأيان في ذلك:

1- جمهور العلماء على حرمة مس المصحف وحمله.
2-جوز بعض العلماء مسه وحمله.

وقد استثنى بعض المحرمين لحمل المصحف ومسه مع الحدث الأصغر- الصبيان الذين لم يبلغوا الحلم، لحاجتهم إلى حفظ القرآن وتيسيره عليهم، على أن الصبي لو تطهر فطهارته ناقصة لعدم صحة النية منه، ويقاس عليهم الكبار المحتاجون لحفظ القرآن أما من أجل التعبد فلا بد من الطهارة.

وقراءة القرآن بدون مس للمصحف أو حمله جائزة لمن أحدثت حدثًا أصغر باتفاق الفقهاء، وإن كان الأفضل الطهارة، وبخاصة إذا كان بقصد التعبد، فالعبادة مع الطهارة أكمل وأرجى للقبول.

يقول الشيخ حسني مخلوف:

 وقراءة القرآن على غير وُضوءٍ جائزة ما دام القارئ طاهرًا مِن الجَنابة، وقد وَرد أن سيدنا عمر ـ رضي الله عنه ـ كان يَقرؤه على غير وُضوء، فلمَّا سُئل في ذلك أجاب بما يُفيد أنه جائز، وأمَّا حمْله على غير وُضوء، فقد أجاز أبو حنيفة ذلك إذا كان بغُلافه، أيْ إذا كان مُغلَّفًا داخل كِساءٍ. ولقد اختلف العلماء في مسِّ المصحف على غير وضوء، فالجمهور على المنْع مِن مَسِّهِ.

وبعدُ فإنه ممَّا لا شك فيه أن مسَّ المصحف على طهارة كاملة مِن الأمور التي يَحرص عليها المؤمن كلما أُتيحت له الفرصة لذلك، وهو في هذا يسير مع الوضع الصحيح لتكريم المُصحف واحترامه. بيد أنه قد تحدث ظروف لا يتمكَّن الإنسان فيها مِن الوضوء، ويكون في حاجة للقراءة في المصحف، فله حينئذٍ أن يأخذ برأي الأئمة الذين أباحوا مسَّه عن غير وُضوء. ذلك خيرٌ مِن أن يَترك فرصةً مُتاحةً للقراءة والثواب.  

  

  • د مسعود صبري

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى