- السؤال:
كثيرا ما نسمع أن على المسلمين أن يأخذوا بأسباب القوة، فماذا تعني هذه القوة، وهل الإسلام يتربص للناس حتى يقاتلهم بهذه القوة؟ |
- الجواب:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام علىرسول الله، وبعد:
دعا الإسلام إلى الأخذ بالقوة،لأن القوة من شعار الإسلام، وهناك فرق بين العنف والإرهاب، وبين امتلاك القوة التي ترهب من يفكر في النيل من المسلمين، أو يستضعفهم.
وماتكالبت الأمم على أمة الإسلام إلا لضعفها، ولو كانت هناك قوة للمسلمين، لما وصل حالهم إلى ماوصلوا إليه من المهانة وعدم اعتبارهم في كثير من الأمور،حتى أصبحوا يتسولون حلول قضاياهم من غيرهم.
- إن القوة التي فرضها الله تعالى علينا تشمل جوانب كثيرة، من أهمها:
1- القوة الإيمانية التي تديم الصلة بين العباد ورب العباد.
2- قوة الصف، وهي تجعل الأمة صفا واحدا، يصدق فيه قول الله تعالى: {إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلَّذِينَ يُقَـٰتِلُونَ فِى سَبِيلِهِۦ صَفًّۭا كَأَنَّهُم بُنْيَـٰنٌۭ مَّرْصُوصٌۭ}،ويتبع ذلك نبذ الخلافات، وترك التفكك والشرذمة التي سيطرت على حال الأمة.
3- القوة المادية، وهي تشمل كل أنواع القوة، من القوة السياسية والحربية وغيرهما مما تحتاجه هذه الأمة، وقد تختلف قوة الأمة من وقت لآخر، حسب البيئة والزمن، والتطور الذي يشهده العالم.
ولايعني اهتمام القرآن ودعوته، بل وفرضه القوة على المسلمين أن المسلمين يريدون خرابا للعالم، بل تسلحا واحتسابا لأي أفكار تتسلل لعدو الإسلام أن ينال منه، أو يهتك الأعراض، أو ينزع الأرض من أهلها، والجهاد في الإسلام دفع لحرب العدو، والمحافظة على التسلح والقوة نوع من الجهاد يثاب عليه المسلمين، وإن لم يحاربوا عدوا، و المسلمون ليسوا متعطشين لحرب، بل هم يؤثرون السلامة مع من سالمهم،والدعوة للناس جميعا، لأن يدخلوا في دين الله، ولكنهم في الوقت نفسه ليسوا أذيالا ولا أتباعا، بل لهم كيان سياسي، وحربي يصد كل عدو غاشم، تسول له نفسه النيل من أمة الإسلام.
- وقد جاء في الموسوعة الفقهية الصادرة عن وزارة الأوقاف الكويتية ما نصه:
الأخذ بأسباب القوة فريضة على المسلمين على اختلاف صنوفها وألوانها، وأسبابها، مادية كانت أو معنوية، قال تعالى: {وَأَعِدُّوا۟ لَهُم مَّا ٱسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍۢ} والخطاب لكافة المسلمين لأن المأمور به وظيفة كافتهم،. وتشمل كل ما يطيقونه مما يفيد في الحرب من الوسائل ماديا كان كالسلاح والإنفاق وتدريب المجاهدين في فنون الحرب، وإتقان استعمال أنواع السلاح المختلفة، لقوله: {ما استطعتم} أو معنويا، كالتصافي، واتفاق الكلمة والثقة بالله وعدم خوض الحرب بغير إذن الإمام، والاختيار لإمارة الجيش من كان ثقة في دينه، والتوصية بتقوى الله، وأخذ البيعة عليهم بالثبات على الجهاد وعدم الفرار، وغير ذلك مما يؤدي إلى القوة البدنية والمعنوية. فأخذ أسباب القوة بقسميها فرض على المسلمين، بالأمر القرآني: {وَأَعِدُّوا۟ لَهُم مَّا ٱسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍۢ} وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه مارسوا كل عمل مشروع متاح لهم في بيئتهم يدل على علو الهمة وكمال الرجولة، ويؤدي إلى قوة الجسم ودفع الكسل والميل إلى الدعة.
والله أعلم
- د مسعود صبري