الأسرةالزواجالعاداتالفتاوى

إقامة العرس في أحد الفنادق

  • السؤال:
لي صديق على خلاف مع أهل خطيبته‏،‏ بخصوص مكان إقامة حفل الزفاف حيث إنهم يريدون إقامة حفل الزفاف في فندق‏،‏ وهو غير موافق؛ لأن الفنادق أماكن يقدم فيها المشروبات الكحولية.‏ فهل إقامة الزفاف في هذا المكان حلال أم حرام؟ مع العلم أن هذه المحرمات تقدم في صالات ومطاعم الفندق الأخرى ليس في حفل الزفاف‏،‏ وهل دخول أماكن من هذا النوع حرام في هذه الحال؟

 

  • الجواب:

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فإقامة العرس في فندق لا بأس به، بشرط البعد عن المحرمات من شرب الخمر والاختلاط السافر الذي تذوب معه الفوارق بين الجنسين وغير هذا.
 
 وقد جعل الله تعالى الإنسان محاسبا على فعله، و ليس في الشرع ما يجعل إقامة العرس في مكان معين، بل إن الحديث الذي يحث على جعل العقد في المسجد حديث ضعيف،
فأخرج الترمذي عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: “أعلنوا هذا النكاح واجعلوه في المساجد واضربوا عليه بالدفوف”، قال السيوطي: حديث ضعيف.

فعادات الناس وتقاليدهم مختلفة، والإسلام راعى العادة ما لم تصطدم بالشرع.

على أنه لا يجوز الخروج عن حد الشرع في العرس، من شرب خمر، أو اختلاط سافر، أو غناء فاحش، فإن اجتنبت هذه الأشياء، أصبح إقامة العرس في الفندق أو غيره جائزة شرعا.
ومن الأولى إن كان لابد من إقامة العرس في الفندق، فليتخير المرء لنفسه فندقا غير مشهور بالفجور، لأن هناك بعض الأماكن ما تكون علما على ارتكاب الفاحشة والمنكر، فمثل هذه الأماكن من الواجب مقاطعتها، وإن لم يرتكب الإنسان فيها محرما، لأن فيها عونا وتشجيعا على فعلهم.

قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}.

وفي ظل انتشار الخير بين الناس، والتجاء كثير منهم إلى التدين، كظاهرة ملحوظة، لن يعدم الإنسان أن يجد بعض الفنادق التي تحترم الدين، وإن قدمت بعض المحرمات، فعلى استحياء، فيمكن إقامة العرس فيها، إن كان لازما.

والأولى أن ينظر الإنسان مكانا نظيفا طاهرا من المنكرات، يقيم فيه عرسه، حتى يبدأ حياته باجتناب المحرمات، فينال رضوان الله تعالى وتيسيره.

والله أعلم

 

  • د مسعود صبري

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى