الفتاوىالقرآن والسنة

معنى “إنا أعطيناك الكوثر”

  • السؤال:
ما معنى: “إنا أعطيناك الكوثر”؟

 

  • الجواب:

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

الأخ الفاضل:

لمعرفة تفسير آية يجب الرجوع إلى المفسرين الثقات، كما يجب الرجوع إلى اللغة العربية التي نزل بها القرآن، حتى نقف على مدلول الآية ومفهومها.

  • والكوثر في اللغة،

وهو ما حكاه جم غفير من المفسرين أنه الخير الكثير، ويرى عدد لا بأس به من المفسرين أن الكوثر، هو نهر الكوثر، استنادا لأحاديثه صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

فقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم جلس ذات يوم مع أصحابه في المسجد، فنام نومة خفيفة، ثم رفع رأسه وهو يبتسم، فسأله الصحابة عن سبب تبسمه قائلين: ما أضحكك يا رسول الله؟ فنظر النبي صلى الله عليه وسلم وقال لهم: ”أنزلت علي آنفا – أي منذ قليل- سورة، ثم قرأ سورة الكوثر: {إِنَّآ أَعْطَيْنَـٰكَ ٱلْكَوْثَرَ. فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنْحَرْ. إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلْأَبْتَرُ}، ثم سألهم النبي صلى الله عليه وسلم: ”أتدرون ما الكوثر؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: “فإنه نهر وعدنيه ربي عز وجل، عليه خير كثير، هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد النجوم، وفيختلج- أي ينتزع ويبتعد – العبد منهم، فأقول: رب  إنه من أمتي. فيقول: إنك لا تدري ما أحدث بعدك. أي أنه فعل من الذنوب والآثام مما جعله لا يستحق  أن ينهال هذا الخير العميم من الشرب من هذا النهر في الجنة. (أحمد ومسلم والنسائي وأبو داود).

ثم يحكي  النبي صلى الله عليه وسلم فيما بعد لأصحابه عن هذا النهر العظيم نهر الكوثر، وعما أعطاه الله تعالى لأمته من المسلمين، فيقول: ”بينما أنا أسير في الجنة، إذ عرض لي نهر حافتاه قباب اللؤلؤ، قلت للملك: ما هذا؟ قال: هذا الكوثر الذي أعطاكه الله.” (متفق عليه).

  • وهذا هو الراجح من أقوال المفسرين.

واستنادا للمفهوم الآول للكوثر، فهو يشمل كل خير وهبه الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم في الدنيا من المكانة والمنزلة والرسالة والأولاد، وما وهبه الله في الآخرة من نهر الكوثر ونعيم الجنة الخاص برسول الله صلى الله عليه وسلم.

والله أعلم

 

  • د مسعود صبري

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى