العاداتالفتاوى

سفر الطبيبة بدون محرم

  • السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛

سؤالي هو: هل يجوز سفر الطبيبة إلى خارج بلد إقامة أهلها مع أناس ثقات سواء كانوا رجالا أو نساء من اجل إعطاء و أخذ دورات علمية متعلقة بطبيعة عملها علما بان مدة الدورة لا يتجاوز الأسبوع؟

 

  • الجواب:

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

الأخت الفاضلة:

سفر المرأة للخارج بدون محرم، اختلف فيه الفقهاء، فجمهور الفقهاء على أنه لا يجوز للمرأة السفر بدون محرم، ومستندهم الأحاديث الصحيحة الواردة في نهي المرأة عن السفر وحدها: [لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر ثلاثة أيام بغير ذي حرم محرم].

ورأى بعض الفقهاء أن تحريم سفر المرأة منوط بالبيئة التي قيل فيها الحديث، وقد كانت قطع الطريق من الأمور المنتشرة، فكان سفر المرأة وحدها دافعا لأن تتعرض للأخطار، فجاء النهي. ويستدل من ذهب لإباحة سفر المرأة وحدها إن كان الطريق آمنا، أو كان معها نسوة ثقات بما ورد في حديث عدي بن حاتم، حين قال له النبي صلى الله عليه وسلم: “أرأيت الحيرة؟” قال: لا يا رسول الله، ولكني نبئت عنها. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ”لئن طالت بك حياة لترين الظعينة ترحل من الحيرة تؤم البيت، ليس معها محرم.”، وهذا الحديث نص في جواز سفر المرأة وحدها.

وقد ذهب السادة الشافعية إلى أنه يجوز للمرأة أن تذهب للحج في وجود نسوة ثقات، وتبعهم بعض الفقهاء في ذلك.

وعلى هذا، فإن كان سفر المرأة للدورات العلمية مما يدخل في الضرورة أو الحاجة، مع أمن المرأة على نفسها، أو وجودها مع نسوة ثقات، وأنها لا تخاف على نفسها ولا على دينها، فلا يمكن القول بالحرمة، بل يباح، وإن كان سفرها مع المحرم أولى وأحفظ لدينها، ولكن إن فعلت، فنرجو ألا تكون آثمة.

أما إن كانت وحدها، أو كان غالب المسافرين رجالا، أو أنها تكون في خلطة من الرجال وهي وحدها، فالذي تطمئن إليه النفس أنه ينهى عن سفرها، إلا أن يكون معها نسوة ثقات.

 

  • د مسعود صبري

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى